لهذا السبّب انتهى ولد عباس!!

الجزائر/نهال.ش

لم تعجّل قطّ تصريحات أمين عام الأفلان "السابق"، السّابقة وغير المسبوقة، في رحيله أو استقالته، تلك التي لا طالما نُعتت بـ "البهلوانية" تارة، و"الإسترجالية" تارة أخرى، إلى "الخيالية" وأخرى قيل عنها أنّها لا تمت بصلة إلى الحزب العتيد!

كذلك لم يرسم أحدٌ قطّ في مخيّلته، أنّ أمين عام الأفلان "السابق" جمال ولد عبّاس، كان ليستسلم ويترك منصبه الذي ألِفه منذ أكتوبر 2016، وهو الذي قالها بالحرف الواحد: "سأبقى في منصبي إلى أن أصل الـ 100 عاما"، وقبل أسابيع مخاطباً سيدي السعيد أمين عام الإتحاد العام للعمال الجزائريين: "لماذا تغادر منصبك بسبب المرض" !

إلّا أنّ ولد عباس الذي صار اسمه لصيقاً بـ "الخرجات المفاجئة والمفاجأة"، فاجأ كالعادة الرّأي العام، اليوم الأربعاء، بقرار استقالته –قيل أنّها بسبب أزمة قلبية-.

وشاءت الصّدف أنّ الأزمة القلبية، التي ألمّت بالأمين العام "السابق" للأفلان، جاءت بعد أقلّ من 24 ساعة على إدلائه بتصريح "زلزالي"، خصّ به جريدة "ليبرتي" الناطقة باللغة الفرنسية، يتبرّأ فيه من "سهام" وزير العدل حافظ الأختام الطيب لوح، التّي صوّبها نحو "أحمد أويحيى".

قبل الأزمة القلبية التي ألمّت بالرّجل، أي عندما كان بكامل صحّته وعافيته، قال بالحرف الواحد وبعظمة لسانه: "لوح تحرك بصفته وزيرا لا بصفته مناضلا في الأفلان، والأفلان لم يكلف طيب لوح بالتهجم على أويحيى بإسمه، والأفالان له ثقة كاملة في أويحيى”.

تصريحات ولد عبّاس هذه، لا تحتاج إلى تحليل معمّق، أو قاموس وحتّى آخر الصادرات في مفهوم اللغة السياسية، ليُفهم معناها، إذ تُعدّ "انتصارا" لشخص أويحيى، الذي هاجمه الطيّب لوح قبل أسبوع، هذا الأخير الذي أحيى "قضيّة سجن الاطارات في التسعيينيات"، إحياءٌ للقضيّة لم يُعجب أبدا "الأرندويين" عامّة، وجمال ولد عبّاس "خاصّة".

فهل تنطبق على جمال ولد عبّاس المقولة الشهيرة والمثل الشعبي الجزائري: "جا يكحّلها عماها"؟!

دافع وانتصر لأويحيى.. فدُفع به للإستقالة وخسارة منصب الأمين العام للحزب العتيد؟؟ !

من نفس القسم - صحة وعلوم -