هل يلتقي بوشارب عدوّه اللّدود عمار سعداني؟!

  • الجزائر/ كنزة خاطو

أعداء السّياسة أصدقاء عند الرئاسة!؟

هو المثل الأنسب، الذي يمكنُ أن يُنسَب، على رئيس المجلس الشعبي الوطني معاذ بوشارب وعدوّه اللدود أمين عام جبهة التحرير الأسبق عمار سعداني!

لماذا وكيف؟

عُيّن معاذ بوشارب منسقا لهيئة تسيير حزب جبهة التحرير الوطني، بعد الإعلان عن شغور منصب الأمين العام للحزب (جمال ولد عباس)، وكُلّف من طرف رئيس الجمهورية بإعادة ترتيب البيت العتيد في شكل "لمّ الشمل" و"حضن" الإخوة الفرقاء في الحزب، خاصة منهم كوادر واطارات الحزب الذين غُيّبوا في وقت من الأوقات.

ومن يقول الإخوة الفرقاء يعني حتما أفلانيين محسوبين على عمار سعداني، وعمار سعداني نفسه طبعاً، الذي لم يُسمع له صوتا منذ إعلانه الرحيل وتسليمه المشعل للمستقيل جمال ولد عباس.

معاذ بوشارب الذي أصبح بين ليلة وضحاها رقما قويّا في الأفلان، أعرب عن استعداده لفتح باب الحوار أمام الجميع، ومن بين الجميع ضمير مستتر تقديره عمار سعداني، حتّى وإن بوشارب لم يذكره بالإسم ولم يحدّد أسماء أخرى معيّنة !

رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، أعطى تعليمات صارمة يوم إنشاء تنسيقية تسيير حزبه، بأن يعملوا على ترك النزاعات جانبا وإعادة الأفلان لمساره الصحيح، ومن بين النزاعات التي بصمت الأفلان وهي عديدة ولا تُحصى، خصومة معاذ بوشارب مع عمار سعداني، خلال الفترة التي تولّى فيها سعداني منصب الأمانة العامة، حينها تشكّلت حرب باردة بين الرّجلين، مسرحها البرلمان والنواب شاهدين عليها، وانتهت بإبعاد بوشارب من منصبه خلال العهدة التشريعية الماضية.

وعليه، فتح باب الحوار من طرف بوشارب قد يكون عاديا مع الجميع، إلّا أمام "صانع السياسية" عمار سعداني، بعد "العداوة" التي تشكّلت بينهما.

وبهذا تفرض علامات استفهام كبيرة نفسها، بعد التعليمات الصارمة التي وجّهها الرئيس بوتفليقة لحزبه: هل يتجاوز الرجلان خلافهما، ويُنفذّان أوامر الرئيس، وهل سينجح بوشارب  في هذا التحدّي الصعب، خاصّة وأن سعداني رقم أصعب؟!

وهل سيتنازل عمار سعداني لمصلحة بيته، خاصّة وأنّ الرئاسيات على الأبواب، والأفلان بحاجة إلى حرسه القديم، كوادره واطاراته، بعد شهور وشهور من الغياب !

من نفس القسم - صحة وعلوم -