الأفلان.. خونة في حزب الرئيس!

الجزائر/ محمد حميان

صدق من قال، إنّ الخيانة كالهواء تدلف إلى منازلنا بمجرد فتح الباب، وصادق كذلك من أكّد أنّ الخيانة هي الجريمة التي يدفع ثمنها من لم يقترفوها، فذلك لسان حال الحزب العتيد اليوم !

إذ عرفت إنتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة خيانات بالجملة لفرسان حزب الرئيس بوتفليقة، جبهة التحرير الوطني، عبر عدد من الولايات، الأمر الذي تسبب في فقدان العتيد لعدد من المقاعد في الولايات الكبرى بالرغم من إمتلاكه لأغلبية المجالس المنتخبة محليا ووطنيا.

*تفاقم ظاهرة الخيانة..

خيانة المرشحين  كانت دوما حاضرة في صفوف العتيد لكنها كانت حالات معزولة ولم تكن مؤثرة إلى حد قلب النتائج والتسبب في خسارة الحزب لمقاعد كانت حسابية من نصيبه.

أصوات المنتخبين في المزاد..

يرى عدد من المراقبين، أن ظاهرة "البزنسة" في أصوات المنتخبين المحليين بلغت أوجّها، خلال الانتخابات الأخيرة للتجديد النصفي لمجلس الأمة، أين باع مئات أعضاء المجالس البلدية والولائية، أصوات ناخبيهم بمقابل أو بغير، وهو أمر خطير، ومنبوذ في العمل السياسي.

وهي حالة تستدعي الوقوف عندها، لمعرفة أسبابها ومعالجتها يضيف مراقبون.

*معاذ بوشارب..خاسر أم منتصر ؟!

بالرغم من أن النتائج النهائية المعلنة من قبل  المجلس الدستوري، والتي أخرجت حزب الرئيس بوتفليقة، جبهة التحرير الوطني، منتصرا، وأنقذت رأس المنسق العام لهيئة تسيير الأفلان، معاذ بوشارب، إلا أن الرجل لم يخفي إمتعاضه من خيانة العشرات بل المئات من منتخبي الحزب الذي يشرف على إدارة لشؤونه لغاية المؤتمر الحادي عشر، بل ووعد بفتح تحقيق في القضية لمعرفة هوية هؤلاء الخونة. لكن يتخوف مراقبون من أن تصبح قضية "خونة العتيد" أداة في يد بوشارب لتصفية منتقدي طريقة تسييره للأفلان.

فبالرغم من شروع الرجل في لم شمل الاخوة الفرقاء في الحزب العتيد، بعباءة رجل الإجماع داخل الحزب ، وشروعه  في إستقبال عدد من قيادات الغاضبة، وهو الأمر الذي نجح في تجسيده ولو بنسبة قليلة، إلا أن توقيف إستقبالات الغاضبين يعزز فرضية "تصفية الحسابات"، ويدفع للتساؤل عن أسباب غلق بوشارب لأبواب مكتبه في حيدرة؟ بالرغم من تصريحاته السابقة التي أكد فيها إستقباله لجميع الغاضبين، فما الذي تغير؟

*المؤتمر الجامع.. والشباب

منذ تكليف معاذ بوشارب بمهمة تنسيق هيئة تسيير حزب جبهة التحرير الوطني، ركز الرجل دوما في خطاباته، على ضرورة العمل المشترك مع جميع قيادات الحزب، بما في ذلك المغضوب عليهم، للم الشمل، والذهاب لمؤتمر جامع، يعيد الحزب لسابق عهده، خصوصا مع تراجع نتائجه خلال الانتخابات التشريعية والمحلية الماضية.

إلا أن الملاحظ في خطابات بوشارب، خلوها من مصطلح  إشراك الشباب، وهي الرغبة التي عبر عنها رئيس الحزب،عبد العزيز بوتفليقة، خلال خطابه الشهير بمدينة سطيف، والتي دعا فيه، إلى ضرورة تسليم المشعل للشباب، عبر إشراكه في العمل السياسي.

فلماذا يدير بوشارب ظهره لرغبة الرئيس، ويهمش شباب العتيد يتسائل مراقبون؟!

من نفس القسم - صحة وعلوم -