رئاسيات 2019: تحالف الموالاة "يترقّب".. معارضة "تائهة".. ومرشّحون من "كوكب آخر" !!

الجزائر / كنزة خاطو

تمرّ اليوم الثلاثاء، 5 أيّام وبضع ساعات على استدعاء الرئيس بوتفليقة، للهيئة الناخبة وفق ما يمليه الدّستور الجزائري، ليتقرّر تنظيم الإنتخابات يوم 18 أفريل 2019.

لم تمر بعدها 24 ساعة، ليتهافت جمع غفير من رؤساء الأحزاب السياسية وبعض المواطنين، على وزارة الدّاخلية، لسحب استمارات التوقيع الخاصة برئاسيات 2019، قبل مراسلة نورالدين بدوي، لإبداء نيّة الترشّح.

3 أحزاب من التحالف تبارك وبن يونس "يُخالف" !

في نفس الـ 24 ساعة، خرج رؤساء 3 أحزاب سياسة تنتمي للتحالف الرئاسي (أفلان، أرندي، تاج)، لتبارك استدعاء الرئيس للهيئة الناخبة، وتناشده للترشّح، والإستمرارية في قيادة البلاد.

إلّا عمارة بن يونس، الذي أحدث المفاجأة وخالف "إخوانه" من الإئتلاف، واكتفى بوصف قرار الرئيس بـ "الأمر العادي"، وأنّه لم يقرّر بعد موقفه من الرئاسيات، قبل أن يضيف: "لا أحد يمكنه أن يجبر مواطنا على الترشّح" !

معارضة مشتّتة ولا مرشّح توافقي !

من جهتها المعارضة، كعادتها، لم توفّق، في اختيار مرشّح توافقي، وهو ما أكّده، رئيس جبهة العدالة والتنمية، الشيخ عبدالله جاب الله، في تصريح له، عقب استدعاء بوتفليقة للهيئة الناخبة.

 ولعلّ الدّليل تقدّم العديد من الشخصيات الحزبية المحسوبة على هذا التيار للترشّح.

صاحب رائعة "تمديد وتأجيل" إلى "تدخل الجيش"، عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم، سارع بإدلاء تصريحات، تخصّ استدعاء الهيئة الناخبة، وتراجع في مسألة تصريحات قال من خلالها أنّه التقى شقيق الرئيس، وأعلن عن نيّته في الترشّح، إلّا أن القرار يبقى لمجلس الشورى للحركة.

أبو جرة سلطاني، رئيس حمس السابق، ورئيس منتدى الوسطية الحديث النّشأة، لعب بعد 24 ساعة من استدعاء الهيئة الناخبة، دور المشوّش (مُجدّدا) على مقري، وأبدى نيّته في الترشّح، لكن سرعان ما صرّح بالقول: "لا أحد يمكنه منافسة بوتفليقة".

لويزة حنون، مرشّحة رئاسيات سابقة، ومن خلال تصريحاتها عقب استدعاء الهيئة الناخبة، أكّدت أن تضاربا في الآراء قائم في حزبها، حول تقدّمها من عدمه لرئاسيات 2019.

عبد العزيز بلعيد، بدوره أعلن نيّته في الترشّح، والأصحّ جدّدها، إذ كان من بين الأوائل الذي أكّدوا دخولهم غمار الرئاسيات ( بعد الإعلان عن نتائج تشريعيات 2017).

كذلك بن فليس، الذي قال سابقا، أنّه لن يتقدّم، إن ترشّح الرئيس بوتفليقة، أعلن عن نيّته "مبدئيا" في الترشّح للرئاسيات المقبلة.

علي غديري مرشّح مثير للجدل !؟

من بين الأسماء التي أعلنت عن نيّتها في الترشّح، علي غديري، لواء متقاعد، كان يشغل منصب مدير المستخدمين بوزارة الدفاع حتى عام 2015، أسال الكثير من الحبر قبل وبعد إعلانه الترشّح.

61  مرشّح "رسميا" والعدد في تزايد !!

كما جرت العادة، هرول عديد الطامحين، في كرسي المرادية، إلى شارع الدّكتور سعدان، من أجل سحب استمارات الترشّح.

وبلغ عددهم أمس "رسميا"، 32 ، حسب ما أعلنته وزارة الداخلية مساء أمس الإثنين، في بيان لها، 9 رؤساء أحزاب سياسية، و23 مرشّح حرّ.

وبلغ عددهم اليوم 61 مرشّح.

مرشّحون يستهزؤون بالرأي العام وآخرون غريبو الأطوار !

وككلّ موعد انتخابي في الجزائر، بدأت تتهاطل على مسامع المواطن الكريم والرأي العام، تصريحات عجيبة وغريبة، من طرف مرشّحين أو كما يحلو للبعض تسميتهم "الأرانب"، كأن يعدوا بتوفير السكن لكلّ راغب في الزواج، أو تلقيب أنفسهم بـ أسود الغابة، وتعهّدات خيالية وأخرى تصبّ في مجال "الكوميديا" و"الإستهزاء" بالعقل البشري وأبعد من ذلك: "الجنون".

مرشّحون "نكرة".. آخرون لم يملّوا وللبعض جرأة خارقة !

كذلك، وعقب استدعاء الرئيس بوتفليقة، للهيئة الناخبة، ونشر وزارة الداخلية لأسماء المرشّحين، تفاجأ الرّأي العام، كما الإعلام، بأسماء "نكرة"، لم يُسمع لها صوت من قبل، قد لم يتجاوز نضالها أسوار الحيّ الذي يقطنونه، إضافة إلى أسماء لم تملّ من الترشّح والحصول على المراتب الأخيرة في رئاسيات سابقة، لتعيد الكرّة والكرّة، إلى مرشّحين أحدثوا مهازل في الرئاسيات السابقة، لكنّهم تجرّؤا وتنقّلوا إلى مبنى الداخلية وسحب استمارات المشاركة في انتخابات أفريل المقبل.

الجزائريون ورواد مواقع التواصل الإجتماعي في دور "المتمعّن" !

أمّا الرأي العام، فقد اكتفى لحدّ الساعة، بمجرّد التعليق على المرشّحين، ولكلّ رأيه حول رئاسيات 2019، وسط هدوء على منصات التواصل الإجتماعي، فعديد روّاد هذه المواقع فضّلوا مشاركة هاشتاغ "الرئيس المناسب للجزائر"، أي مصلحة الجزائر فوق كلّ اعتبار.

الجيش مستعدّ لتأمين الإنتخابات

أبدى الجيش الوطني الشعبي، على لسان الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدّفاع الوطني، اليوم الثلاثاء، من وهران استعداده  لإرساء موجبات الأمن عبر كامل التراب الوطني، مما يسمح للمواطنين من أداء واجبهم وحقهم الانتخابي في ظروف عادية وطبيعية.

بوتفليقة يعيّن أعضاء الهيئة المستقلّة للإنتخابات وأوّل اجتماع غدا..

عيّن رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، في مرسوم رئاسي أعضاء الهيئة العليا لمراقبة الإنتخابات، مُكوّنة من 20 قاضيًا و 13 من الكفاءات الوطنية، على أن تجتمع غدا الأربعاء، بفندق الأوراسي، تحضيراً لإنتخابات 18 أفريل المقبل.

هل يترشّح بوتفليقة؟؟

يحدث هذا وذاك، وسط جدل واسع وعلامات استفهام كبيرة، حول تقدّم رئيس الجمهورية، للترشّح، وقبول مناشدة عديد الأحزاب السياسية، والشخصيات الوطنية، ومجتمع مدني، للإستمرارية في الإصلاحات وقيادة البلاد.

كلّ شيء على ما يرام !

إلى حدّ كتابة هذه الأسطر، تجري الأمور بصفة عادية، فالرئيس استدعى الهيئة الناخبة، والطامحون في المنافسة، سحبوا الإستمارات، بطريقة هادئة، من وزارة الداخلية، فماذا تُخفيه الأيّام المقبلة يا ترى؟؟!

من نفس القسم - صحة وعلوم -