غديري من لواء إلى "جعجعة بلا طحين" !!

الجزائر/ نهال.ش

من الحكم والأمثال الشائعة، تلك التي تقول إنّ "الأشخاص الغامضون محطة فضول الأخرين".

حكمة قد تسقط على المترشّح "المحتمل" لرئاسيات 2019، علي غدري، لواء متقاعدٌ، قرّر بين ليلة وضحاها، خوض غمار الرئاسيات في الجزائر، وهو الذي لم يُسمَع له صوت، من قبل.

ما جعل الرّأي العام سواء في الجزائر أو خارجها، يطوقون لسماع تصريحاته، مواقفه، وحتى برنامجه الإنتخابي !!

إلّا أن نفس "الرّأي العام"، تفاجأ واندهش، في أولى خرجات اللواء المتقاعد للإعلام، أو على مواقع التواصل الإجتماعي، ولسان حالهم: "جعجعة من دون طحين" !

إذ لم يستطع غديري، نزع ثوب "العسكري"، الأمر الذي سرعان ما ينكشف خلال تدخّلاته على بلاطوهات التلفزيون أو مختلف المنابر الإعلامية، فالمترشّح المحتمل استند في تصريحاته إلى قاموس "عسكري" بامتياز، كأن يقول: " لا أعرف في فلسفتي معنى الهزيمة"، أو "أنا لا أبني استراتيجياتي على الدفاع... أنا أهاجم وأجعل النظام يتخندق للدفاع"، بل وأبعد من ذلك حين يصرّح: "إن خضت معركة فذلك للفوز... وسأفوز بإذن الله" !

من جهة أخرى، حاول غديري وبعد أيّام من انطلاق عملية جمع التوقيعات، تغليط الرّأي العام، عندما كشف عن قرب انتهائه من ملأ الـ 60 ألف استمارة، ما كذّبه جملة وتفصيلا أقرب المقرّبين من الرّجل، ولن يفعلها.

فشل غديري في جمع الإستمارات، جعله يصدر بيانا استنكاريا، قال فيه إنّ حملة جمع التوقيعات الخاصة به تتعرض لعراقيل بلغت حد التهديد أحيانا، مناشدا وزير الداخلية، بالتحلي بواجب الحياد.

بيان علي غديري، كان نسخة طبق الأصل لما تكرّره أحزاب المعارضة، خلال كلّ موعد انتخابي، على الرّغم من تبرّئه منها في آخر تصريحاته الإعلامية: "أنا لست مثل أحزاب المعارضة" !

وبين هذا وذاك، تبقى مرحلة جمع التوقيعات وملأ استمارات الترشّح متواصلة، فهل ستكون "المعجزة" بالنسبة لغديري، أم أنّه سيعود "نهائيا" للتقاعد ؟!

من نفس القسم - صحة وعلوم -