عقيد أمريكي.. الجزائر اليوم تدفع ثمن عدم إنصياعها لأمريكا وإسرائيل

الجزائر/ إسلام.ب

يرى العقيد ديلاورد، قائد سابق لوحدة استخبارات الحروب الالكترونية التابعة لقيادة الاركان الامريكية، بأن ما يحدث في الجزائر خلال الاسابيع الاخيرة، ماهو إلا ثمن تدفعه لحفاظها على علاقاتها مع روسيا وإيران وعملها ضد المخطط الغربي الأمريكي-الإسرائيلي-الفرنسي-البريطاني للسيطرة على العالم.

وفي مقال حلل فيه أسباب ما يحدث اليوم بالجزائر وأجاب فيه على ثلاثة أسئلة هي : لماذا، ماذا، وكيف؟، قال العقيد ديلاورد، أن الإجابة على "لماذا" موجودة في السياق الجيو سياسي الذي يتجاوز بكثير حدود الحزائر، متابعا "الجزائر اكبر بلد افريقي وعربي ومتوسطي. استطاعت ان تحافظ على استقلالها وقرارها تحت حكم بوتفليقة عكس دول عربية اخرى فجزائر بوتفليقة قبلت اليد التي لم تستطع قطعها. لكن نظام بوتفليقة ارتكب خمسة اخطاء لا تغتفر لدى المجتمع الدولي تتمثل في الحفاظ على علاقات الجزائر الجيدة جدا مع روسيا التي تكون كبار ضباط الجيش الجزائريين منذ عقود وتقتني الجزائر جزء هاما من ترسانتها العسكرية من موسكو لا سيما الاس 400 الشهيرة، علاقتها جيدة جدا مع ايران العدو اللدود للولايات المتحدة واسرائيل، الجزائر وعلى عكس دول اخرى كجارتها المغرب رفضت الدخول في التحالف الذي تقوده السعودية ضد اليمن والذي يحظى بمباركة الغرب للقضاء على جماعة أنصار الله. هذا التحالف الذي يهدف للحد من المد الشيعي في منطقة الشرق الاوسط يصب مباشرة في مصلحة الكيان العبري، منذ بداية الأزمة السورية، حافظ نظام بوتفليقة على علاقات جيدة مع بشار الأسد ورفض المشاركة في مخططات تقسيم سوريا التي يقودها الغرب وحلفائه العرب لصالح اسرائيل، جزائر بوتفليقة بقيت آخر القلاع العربية المدافعة عن القضية الفلسطينية. وهذا كفيل بجعل الجزائر عقبة في وجه صفقة القرن".

وفي إجابته على سؤال "ماذا؟" قال العقيد الأمريكي "لا تخلوا الاحداث الاخيرة التي تعيشها الجزائر من الشواهد التي تجعلنا نفكر في عمليان تغيير النظام التي يتحمس لها الغرب ويدعمها كما حدث في اوكرانيا وليبيا وسوريا وفنزويلا والبرازيل ودول الربيع العربي. انهم بحتفظون بأسرار صنعهم لها. ولا ادل على ذلك من دخول عراب الثورات برنارد ليفي على الخط بنداءاته للجزائريين ودعوتهم للخروج عن النظام، اضف الى ذلك تصريحات قادة الدول الكبرى حول ما يحدث في الجزائر. يظهر بوضوح يوما بعد يوم انهم يحبذون تغييرا في نظام الحكم الجزائري وظهور نظام جديد يكون أكثر مرونة في التعامل معهم، كما يبقى من المفيد ايضا قراءة ما تكتبه الجرائد في الدول الأربعة التي تشكل واجهة النظام الغربي. لقد تابعت الحدث منذ البداية وشيئا فشيئا صارت تروج لأزمة جزائرية ولربيع جزائري. هذه الامور يستطيع ان يلاحظها ابسط ضابط مخابرات في مقالات نيويورك تايمز وواشنطن بوست ولوموند وجيروزالم بوست وحاآرتس، وحتى يتم بعث نظام جديد فلا بد من استخدام طرق وتقنيات ووسائل تمهد لحالة من الفوضى التي تمثل ارضية خصبة للتغيير".

أما عن سؤال "كيف؟" فأجاب ذات المسؤول بالقول "لكي يتم تغيير النظام لابد من احترام قواعد كثيرة ولا بد كذلك من تخصيص موارد مالية هامة تتمثل في اختيار التوقيت المناسب لاطلاق العملية: التوقيت الامثل هو اللحظة التي يكون فيها النظام المراد تفكيكه في أوج ضعفه وعندما يكون في قلب أزمات اقتصادية او اجتماعية او سياسية او عند ظهور بوادر انقسامات داخلية. قد تمثل الانتخابات الرئاسية موعدا هاما وفرصة مناسبة لاحداث تغيير وتجنب مخاطر كبرى قد تصل للحرب الأهلية. كل المؤسرات باتت خضراء في مارس 2019 لتبدأ عملية تغيير النظام في الجزائر مع بعض الآمال في نجاحها، ثانيا شيطنة النظام والترويج لمن سيهدمه: هذه قواعد أساسية أثبت دراسة لكامبريدج اناليتيكا نجاحها في 200 حملة انتخابية حول العالم بين سبتمبر 2013 وماي 2018. في الحالة الجزائرية لا بد أن تؤخذ الحالة الصحية السيئة لبوتفليقة بعين الاعتبار ويسلط الضوء عليها. لا بد من انتقاد نتائج حكمه الكارثية كتفشي البطالة وتغول الفساد والازمة الاقتصادية. لا بد أن نهاجم محيطه المثخن بالفساد كما أنه من المفيد ان تستخدم الدياسبورا الجزائرية المتأثرة بالغرب لتعبئة الرأي العام الجزائري وتعبئة الشارع، وثاثلا استخدام وسائل التواصل الحديثة: الفايسبوك وتويتر وسائل تحت التحكم المباشر للغرب وهي وسيلة فعالة ستستخدم بكثافة لحشد الشارع وتسهيل التجمعات والمسيرات".

من نفس القسم - صحة وعلوم -