بن صالح تذكّر الطلبة الحراك وتجاهل مطالبهم

الجزائر/سارة.ب

 وجه رئيس الدولة عبد القادر بن صالح، رسالة للطلبة الجزائريين، بمناسبة 19 ماي، المصادف ليوم الطالب، حيث حثهم على ضرورة إدراك تحديات الحاضر ورهانات  المستقبل, وأن يوجهوا جهودهم صوب تحصيل عِلْمي رصين, ويمضوا بعيدًا في رفع تحدي  البحث العلمي والتطوير التكنولوجي بالمثابرة والاجتهاد، لكنه تحاشا لأول مرة الحديث عن رئاسيات 4 جويلية، التي تواجه رفضا شعبيا واسعا.

وقال بن صالح في رسالته بعد أن ذكّر بـ”ذلك “اليوم المشهود من عام 1956,  الذي آثر فيه طلبة الجامعات والثانويات مغادرة مقاعد الدراسة للالتحاق بصفوف  الثورة المظفرة”، “إنها ذكرى غالية تدعونا جميعًا, شيبا وشبانا, رجالًا ونساءً, إلى تمثل  معانيها ودلالاتِها, إذ تغلبت يومها مصلحة الشعب ومصيرُه على المصالح الشخصيةي  وتجلى نُكران الذات في أبهى صوره وأنبلها لدى الطلبة الجزائريين, وكان  الجَزاءُ نصرًا من الله محققا”.

وأضاف بن صالح ” إن شعبًا أنجبَ طلبةً من طِينَة جيل نوفمبر 1954,عجلوا بتحريره من رِبْقَة الاستعمار ودحر أعتى آلة  استدمارية في القرن العشرين, وأنْجبَ اليوم  طلبةً يحمِلون همومه ويعبرون عن آماله, لهو شعبٌ  لا يُقهَر ولا يَموت.”

وأكد بن صالح “تعيش بلادنا مرحلة تبشر بآفاق واعدة في مستقبلٍ عنوانُه الكفاءة  والاستحقاق, وسِمتُه المثابرة والعطاء للوطن, تعودُ فيه الكلمة للشعب السيد  لاختيار حُكامه في ظل ضمانات حقيقية لمنافسة نزيهة وعادلة, بما يُرسي دعائم  حكم راشد, ويوطد دولةَ الحق والقانون ويعزز المشاركة المجتمعية ويأخذ بيد  الشعب إلى عهد جديد في مسيرته الحضارية والتنموية نحو الرقي والازدهار”.

كما ذكر رئيس الدولة دور الطلبة في الحراك الشعبي في قوله “لقد كان لطلبتنا في هذه الهبة دور ريادي, فتقدموا الصفوف وطبِعوا  بالنضج مسيراتهم التي عبروا من خلالها عن وعيِهم برهانات المرحلة الحساسة التي  تمر بها بلادنا”، وأضاف “إن قدر الجزائر اليوم كقدرها بالأمس, “ما حل عُسرٌ بها أو ضاق متسع إلا  وبيسر من الرحمن يتلوهُ”, ستنهض من كبوتها وتخرُج من مِحْنتها معافاة صلبةً  بإذن الله, بفضل المخلصين من أبنائها البررة الذين تجردوا من هوى النفس  وأقبلوا بعزمٍ على بناء وطنهم, لكي ينعم  شعبُهم بالأمن والاستقرار وبالسكينة  والازدهار”.

وتابع “على بناتي الطالبات وأبنائي الطلبة, وقد أدركوا تحديات الحاضر ورهانات  المستقبل, أن يوجهوا جهودهم صوب تحصيل عِلْمي رصين, ويمضوا بعيدًا في رفع تحدي  البحث العلمي والتطوير التكنولوجي بالمثابرة والاجتهاد, خاصة وأن عالمَنا  اليوم يعيشُ تنافسًا شديدا حول مصادر المعرفة والعقول المبدعة, وتسابقًا  محمومًا على امتلاك أرقى براءات الاختراع وأجود الإبداعات العِلمية..”.

ولاحظ الكثيرون من المتتبعين أن رئيس الدولة تذكر الطلبة الجزائريون في يومه الوطني ودورهم في الحراك الشعبي السلمي الذي تعيشه الجزائر لكن لم يتطرق إلى مطالبهم التي يرفعونها في كل المسيرات الأسبوعية، ولعل أبرزها رفض الانتخابات الرئاسية تحت إشرافه والحكومة بدوي. كما لم يتطرق أبدا إلى الرئاسيات المقبلة في رسالته.

من نفس القسم - سيـاســة وأراء -