الصين تتعرض لهجمة وبائية جديدة تدمّر كبد الانسان بسرعة وشراسة

سارة.ب/وكالات

بعد استطاعتها السيطرة على فيروس كورونا، تتعرض الصين لهجمة وبائية جديدة، جراء ظهور إصابات بفيروس قديم سببه الفئران، طبقا لما كشفته جامعة هونج كونج في تقريرها أمس السبت.

وقالت الجامعة في تقريرها إن الوباء الجديد يصيب كبد الإنسان، ويقضي عليه خلال بضعة أيام، وإنه على الرغم من وجود المرض أساسا في الصين وأصيب به بعض المواطنون، إلا أنه بدأ يصبح في غاية الشراسة والسرعة.

وحذرت الجامعة، الأسبوع الماضي، من وجود تحور في مرض الإلتهاب الكبدي، أدى لوفاة مواطن ستيني، فيما أظهرت أبحاث الأطباء علاقة الفئران بالمرض، الذي أصبح تأثيره مميتا على الإنسان.

تعريف المرض

هو سلالة من التهاب الكبد (E)، الذي كان يؤثر فقط على الفئران، يقول الدكتور سيدهارت سريدهار، عالم الأحياء الدقيقة من جامعة هونج كونج: "فجأة في عام 2018 أصبح لدينا فيروس يمكنه الانتقال من جرذان الشوارع إلى البشر، وتمثل ذلك في رجل بلغ من العمر 56 عامًا، خضع لعملية زرع كبد وكانت حالته ووظائف الكبد غير طبيعية بدون سبب واضح".

وجدت الاختبارات أن الجهاز المناعي للرجل كان يقاوم الفيروس، لكن الأطباء لم يتمكنوا في الواقع من العثور على السلالة البشرية لفيروس التهاب الكبد من الدرجة (E) في دمه، حتى أظهر الرجل إجابيته لفيروس الفئران.

منذ تلك الدراسة الأولى التي أجريت على المريض، ظهرت 10 إصابات بالفيروس من هونج كونج، كان أحدثها رجل ستيني مصاب الأسبوع الماضي، فيما حذر الدكتور سريدهار، من احتمالية وجود مئات المصابين غير المشخصين.

ما هو التهاب الكبد (E) ولأي درجة هو مميت؟

التهاب الكبد (E) هو مرض كبدي ناجم عن فيروس التهاب (HEV)، يمكن أن يسبب الحمى واليرقان (إصفرار العين والجلد) ووظائف الكبد غير الطبيعية وتضخم الكبد، ويحتوي الفيروس على أربعة متغيرات، من المعروف أن واحدة منها فقط تصيب البشر ولكن ظهر أن سلالة من الفيروس الذي أصاب الفئران قفزت إلى البشر، بحسب موقع "إنترناشوينال بيزنز تايم".

- هل له عواقب صحية خطيرة؟

نعم وخاصة للمرضى الذين يعانون من ضعف المناعة، فقد يتمكن الشباب الأصحاء الذين لا يعانون من حالات سابقة، من التعافي من تلقاء أنفسهم، ولكن بالنسبة لمن يعانون نقص المناعة فيمكن أن يسبب لهم التهاب الكبد المزمن الذي لا يمكنهم التخلص منه، بالإضافة إلى تلف الكبد على المدى الطويل وتندب الأنسجة في بعض الحالات، أو الفشل الكبدي المميت، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

- كيفية انتقال العدوى

على الرغم من أن التهاب الكبد (E)، ينتقل عن طريق تلوث المياه بالبراز، إلا أن خبراء الأمراض المعدية غير قادرين على تفسير كيفية إصابة الناس في هونج كونج بالفيروس، ولم يحدد الباحثون بالضبط كيف قفز الفيروس من الفئران إلى البشر، على الرغم من وجود نظرية مفادها أن المرضى المصابين قد استهلكوا المياه الملوثة، أو تعاملوا مع الأشياء الملوثة، إلا أنه لم يثبت بعد طرق انتقال الإصابة، بحسب موقع "إنترناشيونال بيزنز تايم".

بالإضافة إلى ذلك، قال مركز حماية الصحة في هونج كونج، يوم 30 أبريل، إنه بناءًا على المعلومات المتاحة حول الوباء، لم يتسن تحديد مصدر العدوى وطريقتها.

- هل يوجد علاج؟

ما يدعو للقلق هو أن الأدوية المستخدمة لعلاج الفيروس كانت غير فعالة، كما أن عدم معرفة كيفية انتقال الفيروس من الفئران إلى البشر سيجعل من الصعب للغاية منع حدوث مزيد من الإصابات، ما قد يؤدي في نهاية المطاف إلى تفشي واسع النطاق مثل وباء فيروس كورونا العالمي المستجد، بحسب موقع "إنترناشوينال بيزنز تايم".

ولا يزال العلماء حائرون حول ما إذا كان الفيروس قد انتقل إلى الإنسان عبر تلويث الفئران للطعام، أم أنه قد يكون هناك حيوان آخر قد تسبب في ذلك، في الوقت الذي يقول فيه الخبراء إن الفيروس ليست مشكلة هونج كونج فقط، بل يمكن أن تصيب الناس في الولايات المتحدة أو فرنسا، في ظل عدم وجود اختبارات للمرض المعدي على وجه التحديد.

- طرق الوقاية من التهاب الكبد (E)

يقترح الخبراء أنه يجب على الأفراد الحفاظ على النظافة الشخصية والغذائية والبيئية الجيدة، فعلى سبيل المثال يجب غسل اليدين جيدًا قبل تناول الطعام، وتخزين الطعام بشكل صحيح أو في الثلاجة، وعدم ترك الطعام في درجة حرارة الغرفة لفترة طويلة، واستخدام الكلور المنزلي المخفف لتنظيف المنزل، لأن المنظفات المنزلية العادية قد لا تكون قادرة على قتل الفئران التي تحمل فيروس التهاب الكبد (E).

من نفس القسم - أخبـار الوطن -