الوزير بدة محجوب على كف عفريت؟!

الجزائر/ كنزة خاطو

تسارعت الأحداث وتعدّدت القراءات في الآونة الأخيرة، بـ بيت العتيد، الذّي ما إن انتهى من سيناريو "بوحجّة"، حتّى ظهر "سيناريو" آخر بطله ولد عبّاس وعنوانه "إستقالة أم إقالة" !

المتتبّع للشأن السياسي، يُدرك أنّ حرباً ضروس إندلعت في حزب الأفلان ، شعارها التموقع وسلاحها "الخلاط"، أمّا ملامحها مرضُ مفاجئ للأمين العام جمال ولد عباس، ثمّ خبر استقالته التي نزلت كالسهام القاتلة على كمّ هائل من الأفلانيين، أكثرهم مِن مَن كان يلقّبهم مراقبون بـ "جنود ولد عباس". ومن الملامح أيضاً  محاولة بعض الأطراف فرض شخص "معاذ بوشارب" على رأس الامانة العامة لحزب جبهة التحرير الوطني، الأمر الذي يتنافى جملة وتفصيلا والقانون الأساسي والنظام الداخلي للحزب.

نفس هذا القانون يؤكّد: في حالة الإستقالة أو شغور منصب الأمين العام يتولى الأكبر سنا من المكتب السياسي تسيير شؤون الحزب إلى غاية عقد المؤتمر. وهو فعلا ما طُبّق سابقاً على جمال ولد عباس، وقت تقديم عمار سعداني استقالته من على رأس الأمانة للحزب.

"التموقع" والصراع الذي يدور في بيت الأفلان، الحزب الذي صار مناضلوه يجهلون كواليسه، أخرج جمال ولد عباس، عن صمته 48 ساعة بعد "إستقالته" التي نشرتها وكالة الأنباء الرّسمية، مفنّدا تفنيدا قاطعا، في بيان يحمل ختمته، خبر الإستقالة، ما أدخل الرّأي العام و"الخاص" في دوامة من الغموض و"اللافهم"، فما الذي يحدث وما الذي يُحاكُ في الكواليس؟!

هناك من يتذكّر أنّ جمال ولد عباس ردّ قبل قرابة الشهر، على سؤال في ندوة صحفية، فحواه "أفلان موازي" يقوده محجوب بدّة، قصد به الصحّفي آنذاك إنشاء ما بات يُعرَفُ بـ "قدامى منتخبي الأفلان"، في ذلك اليوم طمأن الرّجل بالقول إنّ كلّ شيء على ما يرام !

إلّا أنّه وفي جوّ محموم يُميّز جبهة التحرير الوطني، يواصل "تكتّل قدماء منتخبي الحزب"، بقيادة محجوب بدّة، في عقد لقاءات عبر كامل ولايات الجزائر، يُجزِمُ متتبعون أنّ ظاهرها تجديد الولاء للرئيس ودعوته إلى الإستمرارية في قيادة البلاد، وباطنها التحضير لمرحلة ما بعد ولد عباس، خاصّة وأنّ التكتّل يضمّ عدداً من الحرس القديم للحزب وكذا المناوئين لطبيب الأفلان .

ويُوجّه مراقبون ومناضلون من الأفلان، أصابع الاتهام لعضو الحكومة وعضو المكتب السياسي، محجوب بدّة، في محاولة مصادرة صلاحيات المكتب السياسي وأعلى هيئة بين مؤتمرين والمتمثلة في اللجنة المركزية وهو لا يحوز على صفة العضوية حتى في اللجنة المركزية، خاصّة وأنّه صرّح قبل يومين، أنّ التغييرات التي طالت الأفلان جاءت في الوقت المناسب!

يُتبع..

من نفس القسم - صحة وعلوم -