"الفايسبوك" سلاح حروب القرن 21..

الجزائر/محمد.ح

"الحرب أولها شكوى وأوسطها نجوى وأخرها بلوى".. هي مقولة للشاعر الجاهلي عنترة بن شداد، صور فيها الحروب في زمن الأنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، أين تبدأ الحروب بشكاوي من الاوضاع الراهنة على الصفحات الالكترونية والدردشات الاجتماعية وتنتهي بما لا يحمد عقباه.

خراب الدول العربية وإن لم يتقبله الكثير فإن فتيله اشتعل من مواقع التواصل الاجتماعي وبشكل أدق من "الفايسبوك" الذي أصبح اليوم وسيلة لضرب مواعيد المسيرات والمظاهرات ومنبرا لابداء الاراء وطرح النقاشات وفي كثير من الاحيان سلاحا يستخدمه أطراف الحرب ضد بعضهم البعض.

اليوم والجزائر تعيش حراكا شعبيا غير مسبوقا للتعبير عن رفضها للعهدة الخامسة للمترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ظهر جليا الدور المحوري لوسائط التواصل الإجتماعي، فما هي إلا نقرات على الشبكة العنكبوتية حتى تظهر لك فيديوهات مباشرة للمسيرات والمظاهرات الشعبية، كما تكفيك جولة في أكبر الصفحات الفايسبوكية وأكثرها شهرة لتعرف ما يدور بشوارع الجزائر من أحداث وتعليقات.

هذا التاثير الكبير لوسائط التواصل الاجتماعي لم تتفطن له السلطات الجزائرية الا حديثا حيث صار لكل وزارة ومؤسسة وادارة صفحة على الفايسبوك وحساب على تويتر، الا أنه وفي ظل هذا الحراك الشعبي لن تتمكن هذه الصفحات المهنية من مجابهة الصفحات المليونية التي يقودها الشباب الجزائري لا من حيث عدد المتابعين ولا من حيث المصداقية، خاصة بعدما تسبب الحراك الشعبي في جعل صفحات الوزارات على الفايسبوك فضاء لسب وشتم الحكومة والنظام الحاكم.

الفايسبوك وبحكم تأثيره اللامتناهي دفع بحسب ما يدور من معلومات ببعض أصحاب النفوذ الى شراء بعض الصفحات الاكثر متابعة مقابل مبالغ مالية طائلة لا لشيء الا لقلب موازين الأحداث وتهدئة الشارع فهل سينجح هؤلاء في إدارة رحى الحرب واسكات طبولها.

من نفس القسم - صحة وعلوم -