قايد صالح يترأس اجتماعا أمنيا هاما ألقى من خلاله توجيهات

الجزائر/كمال.ك

تميز اليوم الرابع من زيارة الفريق أحمد قايد صالح، إلى الناحية العسكرية السادسة بترؤسه إجتماع عمل بمقر قيادة الناحية، حسب بيان لوزارة الدفاع الوطني.

وأفاد نفس البيان أنه في البداية، وبعد مراسم الإستقبال، ورفقة اللواء محمد عجرود قائد الناحية العسكرية السادسة، وقف الفريق وقفة ترحم على روح المجاهد ” هيباوي الوافي” الذي يحمل مقر قيادة الناحية اسمه، حيث وضع إكليلا من الزهور أمام المعلم التذكاري المخلد له، وتلا فاتحة الكتاب على روحه وعلى أرواح الشهداء الأبرار.

إثر ذلك، ترأس الفريق إجتماع عمل ضم أركان الناحية وقادة القطاعات العملياتية وأركاناتهم، ومسؤولي المصالح الأمنية، وكذا قادة الوحدات والمديرين الجهويين، تابع خلاله عرضا شاملا حول الوضع العام للناحية، قدّمه قائد الناحية، إضافة إلى عروض قادة القطاعات العملياتية ورؤساء مختلف المصالح الأمنية.

بعدها ألقى الفريق كلمة توجيهية أكد فيها على الأهمية الحيوية التي تكتسيها هذه الناحية العسكرية الحساسة، مثمنا الجهود المضنية والمثابرة والدور الفعال الذي تقوم به وحداتها المنتشرة على طول الشريط الحدودي وعبر إقليم الناحية في تأمين البلاد من كل التهديدات والمخاطر والآفات.

” إنّ حفظ أمن الجزائر وتثبيت ركائز دفاعها الوطني يستوجب منكم الأخذ بعين الإعتبار طبيعة المهام الموكلة على مستوى هذه المنطقة.

فلأجل ذلك نعمل دوما على المحافظة على الجاهزية في أعلى مستواها وعلى أن يتم التحضير والتدريب الجيد لقواتنا المسلحة بالطريقة المثلى والمرسومة، حتى تبقى على الدوام مالكة لمقاليد القدرة على الإضطلاع بمهامها، ومتكيفة باستمرار مع تطور الوضع الجيوسياسي وتعقّد الرهانات، التي تشهدها المنطقة، وهو ما يستوجب بالضرورة حرصكم كإطارات على التطبيق الصارم لبرنامج التحضير القتالي لمختلف مكونات قوام المعركة بتكثيف التمارين التكتيكية البيانية بالذخيرة الحية لمختلف الأسلحة والقوات”.

الفريق وخلال لقائه يوم أمس مع أشبال الأمة، وفي كلمته التوجيهية حرص على تذكير الأشبال بتاريخ وطنهم المجيد، حاثا إياهم على أن يعتزوا بهذا التاريخ، وأن يقتدوا دوما بأسلافهم الميامين وبتضحياتهم في سبيل نصرة وطنهم.

” إن العمل على ربط التاريخ بالحاضر والمستقبل هو سلوك طبيعي جدا في الإنسان، بل هي من البديهيات التي يبقى هذا الإنسان دوما في حاجة أكيدة إليها، باعتبارها منحى طبيعيا يتماشى تماما مع فطرته و يتوافق مع سلوكه المنطقي.

وعليه، يتعين أن تعود ذاكرة الجزائريين، لاسيما فئة الشباب منهم، إلى ماضي بلادهم الخالد ويستمدون منه زادا معنويا أعرف أنه دافقا ولا يضاهى، بما يعينهم، يقينا، على مواجهة، بل التغلب على كافة التحديات والصعوبات ومواصلة دربهم بكل أمل وتفاؤل وطموح، نحو الإسهام الجاد والمجدي في بناء مستقبل وطنهم.

فتاريخ الجزائر الذي نعتز به اليوم أيما اعتزاز، لم يأت كما يعلم الجميع إلا بفضل هؤلاء الرجال الصناديد والميامين الذين ضحوا بحاضرهم من أجل مستقبل الجزائر،وهم يرون حينها أن هذا المستقبل، ينبغي له أن يكون مشرقا و واعدا، ويتعين عليكم أنتم اليوم أن تعتقدوا جازمين، بأن مستقبل الجزائر ينبغي له أن يكون متوافقا تمام التوافق مع تاريخها الوطني القدوة بل المعجزة.

إعلموا، أن بلادكم الجزائر بفضل ثورتها الخالدة وتاريخها الوطني الحافل بالأمجاد والبطولات، قد استطاعت أن تضع بصمتها وبوضوح على صفحات التاريخ الإنساني المعاصر، وأن تدوّن بحروف من ذهب، قدرة الإنسان على تغيير مجرى الأحداث التاريخية، وعلى إعادة توجيهها وصياغتها وفقا لتطلعاته الشرعية وطموحاته المشروعة، وسيبقى التاريخ الإنساني يحفظ في ذاكرته، دون شك، وباعتزاز شديد عظمة الجزائر وشعبها وثورتها التحريرية المظفرة، ويخلد بطولات من صنعوها، ويثني على الدور الريادي الذي ساهمت من خلاله هذه الثورة المجيدة، في نشر وتعميم مُثل الحرية والسّلم عبر العالم”.

الفريق ثمّن عاليا النتائج الجيدة المتحصل عليها من طرف أشبال الأمة، حاثا هؤلاء الأشبال على بذل الكثير من الجهد الدؤوب والكثير من العمل المتفاني، بما يستجيب لتحقيق النتائج المرغوبة:

“إن طموح الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني، في تدعيم ركائز قوته اعتمادا على عقول وسواعد أبنائه، هو طموح لا حدود له، ومن وحي هذا الطموح فإننا بقدر ما نثمن النتائج الجيدة المتحصل عليها من طرف أشبال الأمة خلال السنوات الأخيرة، فإننا ندعوكم أنتم اليوم بأن تجعلوا من هذه النتائج الباهرة المحققة من طرف نظرائكم الأشبال، قدوة لكم تحفزكم على أن تجعلوا من هذه المدرسة أيضا، مثالا طيبا يحتذى به، حتى تكون كافة مدارس أشبال الأمة، كما أردناها، مشتلة حقيقية لنبتات بشرية مستوفاة الجذور و كاملة المواصفات.

ومن أجل بلوغ هذه المرامي الطموحة والمشروعة، فإنني أنتهز مرة أخرى هذه المناسبة الكريمة لأدعوكم وأدعوا الجميع من خلالكم إلى بذل الكثير من الجهد الدؤوب والكثير من العمل المتفاني، بما يستجيب لتحقيق النتائج المرغوبة وترسيخ النهج التعليمي والتكويني والإنضباطي والنفسي والمعنوي الذي نريده، و أعيد ذلك مرة أخرى، قلت، نريده بأن يكون مثالا طيبا يقتدى به مستقبلا باعتباركم تمثلون نواة هذا المسعى التعليمي البعيد النظر”.

وفي ختام اللقاء فُسح المجال أمام شبلات وأشبال الأمة الذين عبروا عن فخرهم واعتزازهم بالإنتماء إلى هذه الصروح التعليمية الرائدة.

من نفس القسم - صحة وعلوم -