حصـري..هكذا تدخل والد إرهابي لإنقاذ إبنه من الموت بالبلـيدة

برهنت القوات الأمنية المشتركة مرة أخرى، على جاهزيتها للتصدي لفلول الإرهاب ومحاولاته الجبانة لزرع الرعب في نفوس أبناء الشعب، من خلال العملية التي قادتها في الأيام القليلة الماضية بولاية البليدة، فهي لم تحتج سوى لـ48 ساعة فقط، للقضاء على المجموعة الإرهابية الخطيرة التي حاولت حصد أرواح عناصر من الدرك الوطني ليلة الأربعاء الى الخميس بمنطقة واد جمعة، حيث تمت العملية بدقة ونجاح وبشهادة جميع من تابع فصولها، ومن خلال هذه الأسطر ينقل لكم "المصدر" تفاصيل حصرية للحادثة بما فيها القبض على الإرهابي الفار.

لم يكن يتوقع سكان بلدية الأربعاء وبالتحديد منطقة واد جمعة، سهرة اليوم الخامس من شهر رمضان المعظم، أن يبيتوا على وقع أصوات الرشاشات، حيث فوجئوا على الساعة العاشرة ليلا، بإطلاق ناري كثيف، تبين فيما بعد أنه يعود لاشتباك بين مجموعة ارهابية خطيرة وعناصر دورية للدرك الوطني على الطريق العام، بدأ بقيام مجموعة ارهابية متكونة من ثلاث أشخاص بترصد سيارتين للدرك الوطني كانتا بصدد اجتياز ممهل على الطريق العام ، لتمطرها بوابل من الرصاص، أدت الى إصابة أربعة من عناصرها بجروح طفيفة. وعلى إثر هذا الإعتداء، التحقت على الفور دوريات للجيش الوطني الشعبي الى عين المكان، بعدما هرب الإرهابيون عبر مجرى واد الجمعة في إتجاه بلدية اولاد السلامة ومنها الى بوقرة وسط البساتين عقب إشتباك مع عناصر الدرك أدى الى إصابة أحدهم بجروح ضلت تنزف، الأمر الذي سهل عملية تعقبهم من طرف عناصر الجيش التي تتبعت أثار الدم. وبعد تنسيق أمني بين القوات المشتركة وتطويق للمكان تمكنت في تلك الليلة عناصر الجيش الشعبي الوطني للناحية العسكرية الأولى من محاصرة الإرهابيين في المنطقة المسماة "حوش الجنود" ببوقرة، بعدما حددت احداثيات مكانهم بفضل معلومات إستخباراتية تفيد ان أحدهم ينحدر من مدينة بوقرة ومن مواليد 1984 ويقيم ذويه في منطقة مسماة "غابة الزاوش"، كما كشفت ذات المعلومات على أنه شوهد منذ مدة ليست ببعيدة برفقة الإرهابي المقضى عليه المكنى بـ"المسيلي"، الذي يعتبر فردا من هذه المجموعة الارهابية، والذي ساعدت شريحة هاتفه النقال التي كانت تحت المراقبة منذ مدة في تحديد مكانهم بالضبط، لتقوم بعدها قوات الأمن المشتركة بمحاصرة المكان ومنع أي تنقل حتى بالنسبة لسكان المنطقة. وبعد ليلة كاملة من الإشتباكات النارية ويوم كامل من المحاصرة، التي تتبع تفاصيلها سكان المنطقة بكل دقة وشجاعة، طلبت عناصر الأمن المشتركة من الإرهابيين تسليم أنفسهم الا انهم رفضوا الانصياع للأوامر، فدخلت معهم في إشتباك أمني عنيف أسفر عن مقتل إرهابيين نقلوا بعدها الى المصحة الإستشفائية لبلدية بوقرة يوم الجمعة، فيما فر الإرهابي الثالث نحو البساتين وتحصن في مكان قرب المفرغة العمومية لبوقرة بعدما نفذت ذخيرته. وفي مشهد مشابه لما يتابعه الجزائريون على شاشات التلفزيون، دعت قوات الامن الإرهابي الفار الى تسليم نفسه والخروج من مخبئه مع العلم أنه كان جريحا الا انه رفض ذلك، فما كان لمصالح الأمن إلا أن تمهله وقتا يفكر فيه ليسلم نفسه. بالمقابل وصل الخبر سريعا الى عائلة الارهابي، ففور سماع والده بأن ابنه ضالع في عملية الاعتداء على دورية للدرك الوطني، تنقل على جناح السرعة لمكان العملية وطالب قوات الأمن بتمكينه من الحديث مع ابنه قصد اقناعه بتسليم نفسه وسلاحه. وكان لوالد الإرهابي ما أراد، حيث دخل الى المنطقة التي اختبئ فيها نجله، وسط حالة من الترقب عايشها الجميع ابتداء من قوات الأمن الى سكان المنطقة، خاصة بعدما بدأ الوالد ينادي على ابنه بصوت عال، لمعرفة مكان تواجده، فاستجاب الارهابي للنداء، ليتم اللقاء الذي لم يدم طويلا، استطاع من خلالها الأب اقناع ابنه بضرورة تسليم نفسه. وفي حدود الساعة الرابعة من مساء أمس، خرج الوالد مرفوقا بإبنه الذي قرر تسليم نفسه لمصالح الأمن لينقل بعدها الى المستوصف لتلقي العلاج، وسط زغاريد نساء بوقرة وتصفيقات رجالها، في جو ينم عن رفض الجزائريين التام للعودة الى سنوات العنف. هذا وخرج عشرات المواطنين من بلدية بوقرة، لتحية مختلف المصالح الأمنية من عناصر الجيش والشرطة والدرك الوطني، على العمل الجبار الذي قامت به في ظرف قياسي ووجيز، المتمثل في تمكنها من القضاء على أخطر الارهابيين في مدة لم تتجاوز 48ساعة وهو ما يؤكد مرة أخرى جاهزية عناصر الأمن بمختلف أجهزتها للتصدي لكل من تسول له نفسه الاعتداء على أمن وسلامة البلاد.

محمد ح

من نفس القسم - عدالة وأمن -