بحث في فائدة وزير الصحة مختار حزبلاوي؟

الجزائر/ سارة.خ لا يخفى على أحد الثورة التي أحدثتها حادثة وفاة إمرأة حامل وجنينها بالجلفة بسبب إهمال القائمين على ثلاث مستشفيات تنقلت اليها المرحومة ولم يتم إستقبالها بهم، حيث كانت هذه الحادثة بمثابة القطرة التي أفاضت فنجان قطاع الصحة "المريض" أصلا، واهتز لها جميع المعنيين باستثناء وزارة الصحة التي تأسست كطرف مدني في القضية، وهو ما أثار إستغراب الكثيريين خاصة وأن الوزير الذي عين منذ ثلاث أشهر لم يقم الا نادرا بتصريحات للصحافة، ولم تظهر نشاطاته على الميدان. قضية الحامل المتوفاة، استنفرت رجال الأمن والصحفيين والقضاء وحتى والي الجلفة الذي يتابع حيثياتها على مسافة  قريبة ، إلا وزير الصحة مختار حزبلاوي الذي فضل الصمت واختار تحرير مصالحه لبيان يؤكد تأسس وزارته كطرف مدني في القضية للتعبير عن موقفه، وهو ما وضعه أمام سيل من الإنتقادات اللاذعة، على اعتبار أنه لم يتخذ أي قرارات ملموسة منذ استلامه لحقيبة الصحة والسكان واصلاح المستشفيات. واتهمه البعض بإخلاف وعوده التي قطعها لدى ترسيمه على رأس القطاع خلفا لعبد القادر بوضياف، بإجراء "عملية جراحية" للمستشفيات، معتبرين مخطط العمل الذي قال أنه سيقوم ويصلح من خلاله الاختلالات المسجلة في مجال التسيير بالقطاع، مجرد كلام، وحملة التفتيش عبر المستشفيات والعيادات الخاصة والصيادلة والمخابر الطبية المنتشرة عبر كامل التراب الوطني "بروتوكولات لا فائدة ترجى منها"، حيث لم تظهر لـ"ثورة" حزبلاوي أي نتائج لحد الساعة، فمدراء القطاع "الفاسدون" لا يزالون بمناصبهم ودار لقمان لا تزال على حالها، ولم يتحرك أي مسؤول من منصبه بعد إنهاء مهام وزير الصحة السابق، الذي كان قد بدأ حملة تطهير مست رؤوس العديد من المؤسسات الإستشفيات. وكان الكثير من الجزائريين قد استبشروا خيرا بتعيين حزبلاوي على رأس قطاع الصحة على اعتبار أنه إبن الميدان ويعرف خباياه جيدا، خاصة بعدما باشر لقاءات مع الشركاء الإجتماعيين والمدراء المحليين، أين توقع الكثيرون أن تفجر قرارات الوزير الجديد قطاع الصحة وأن يقوم بإيجاد الدواء لداء الصحة بالجزائر، وهو ما دفع بالنائب عن حزب جبهة العدالة والتنمية حسن عريبي لمطالبته باجراء تحقيق في وفاة الحامل وجنينها بالجلفة، وهو ما أوكله حزبلاوي لجهات أخرى من خلال إعلانه على تأسس الوزارة كطرف مدني. والي الجلفة يتولى الإقالات بقطاع الصحة ! وفي وقت إنتظر الجزائرييون أن يقوم حزبلاوي بإقالة رؤوس المؤسسات الاستشفائية بالجلفة التي لم تفتح أبوابها للضحية، سارع والي الجلفة حمانة قنفاف، بالقيام بهذه الخطوة من خلال توجيهه لأوامر لمدير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات في الولاية، مفادها اتخاذ إجراءات توقيف مدير المؤسسة العمومية الاستشفائية المجاهد المختار سعداوي بعين وسارة في الجلفة عن مهامه، وهذا بعد النقاط السوداء التي سجلها بزيارته الفجائية للمستشفى، الأربعاء الفارط، ولعل أولها إهمال الفريق الطبي للحامل المتوفاة.

من نفس القسم - صحة وعلوم -