كاميرات خفية تتعدى على "الحرمات" وسلطة الضبط في "سُبات".. أزمة أخلاقية!!

الجزائر/ حياة. ب

خلفت مضامين "الكاميرات الخفية" المعروضة على القنوات التلفزيونية الخاصة، شهر رمضان الكريم، صدمة وسط الجمهور الجزائري الذي تفاجأ بـ"وقاحة" الأفكار التي ارتكزت عليها تلك الأعمال الترفيهية، لتكسر كل الأعراف والتقاليد وحرمة العائلات الجزائرية. موجة غضب واستياء غير مسبوقة، يعيشها الجمهور الجزائري منذ بداية شهر رمضان الكريم، بسبب البرامج الرمضانية "غير الموفقة" و"الكارثية" سواء في الشكل والمضمون، يبدو أنها تزداد سوءا مع تقدم الأيام.

ضرب للأزواج على المباشر

لعل من بين "أسوأ" الكاميرات الخفية، حسب المشاهدين ،تلك التي صورت الزوجة وكأنها "فرعون"، وزوجها لا يساوي شيئاً أمامها، فهي مستعدة لسبه وضرب أمام 40 مليون جزائري، فقط لاكتشافها أن زوجها كان متزوجا عليها، ليتين في نهاية الحلقة أن القصة وما فيها أن الزوج عمل "مقلباً" لزوجته بكل فرح وسرور، غير مبال بالصورة التي رسمت عنه في مخيلة المشاهد الجزائري.

وأثارت تلك المشاهد "ثورة" في مواقع التواصل الاجتماعي، وتساءل كثيرون عن أسباب وخلفيات لجوء أصحاب تلك البرامج الفكاهية إلى أفكار تمس بالمجتمع الجزائري ..وكأن عقولهم عقرت عن إنجاب الأفكار الفكاهية في زمن أصبح فيه الإبداع غير محدود؟.

وبدون مبالغة، تركت تلك الكاميرات الخفية "سلوكا نفسيا" لدى الجمهور الجزائري وظهر ذلك من خلال تعليقات نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي الذين ذهب بعضهم إلى حد إعادة التفكير ألف مرة قبل أن يخطوا خطوة نحو مشروع الزواج، لاعتقادهم بأن النساء الذين تم عرضهم في الكاميرات الخفية هم نفسهم في كل البيوت الجزائرية، ونفس الشيء بالنسبة للنساء الذين يعتقدن أن الرجال فقدوا هيبتهم ولم تعد لهم كلمة.

"مغنيات السهرات الليلية يخرجن للعلن"

مهازل الكاميرات الخفية لم تتوقف، فهناك من قام باستقدام "مغنيات السهرات الليلية" للبلاطوهات وإيقاعهن في ما يسمى "بفخ" لإضحاك الجزائريين، والترويج لهن وكأنهن "واقع من المجتمع على الجميع تقبله".

حقيقة لا يمكن إقصاء أحد من المجتمع لأن الجميع سواسية أمام الدين والقانون، لكن التساؤل ما المغزى من كسر أعراف مجتمع بأكلمه، تحت شعار " نورمال..أو عادي" وهي الكلمة التي بات يختبأ وراءها كثيرون لإجبار المجتمع بأكمله على الاقتناع بأفكار تلزم أصحابها فقط وفقا لمقولة "حريتي تنتهي عند بداية حرية الأخرين".

تمثيلية أم حقيقة درجة عدم تقبل تلك الأعمال الرمضانية، تركت البعض يسعى لإيجاد حجة يقنع بها نفسه أن تلك البرامج هي مجرد أعمال مفبركة يتفق معدها مع ضحاياه مسبقا في مشهد تمثيلي وليست حقيقة، لكن يبدو أن الفرضية الأخيرة هي الصحيحة لكون بعض الذين شاركوا في الكاميرات الخفية خرجوا للعلن عبر فيديوهات وقالوا إنهم "أزواج حقيقيون".

سلطة الضبط في كوكب المريخ

تحتجب سلطة ضبط السمعي البصري، وهي الجهة المخولة بمتابعة ما يعرض على القنوات التلفزيونية الخاصة، لحد الآن، وكأنها غير معنية إطلاقا بما يحصل في الجزائر وتعيش في كوكب آخر . وبالرغم من "السخط الشعبي" على البرامج المعروضة لم تصدر "الهيئة" أي بيان تعبر فيه عن استنكارها أو على الاقل موقفها من البرامج المعروضة على القنوات الخاصة، سواء بالسلب أو الإيجاب، وقرار تفضيلها التزام الصمت يحمل من الغرابة ما يكفي .

الانفتاح على السمعي البصري نقمة أم نعمة؟

في سنة 2011، هلّل الجميع لإعلان السلطات العمومية خبر الانفتاح على قطاع السمعي البصري، في إطار إصلاحات سياسية إتخذها الرئيس بوتفليقة في أعقاب ما يسمى بـ"الربيع العربي"، ووصف وقتها قرار التحضير لقانون الإعلام الجديد الذي نص لأول مرة في تاريخ الجزائر المستقلة على فتح مجال السمعي والبصري، لإنشاء قنوات تلفزيونية وإذاعية خاصة، بالشجاع والتاريخي.

لكن بعد مرور 7 سنوات، على تجربة الانفتاح على قطاع السمعي البصري، يقر أهل القطاع والمهنة أن هذا الانفتاح لم يكن في مستوى التطلعات بالنظر إلى الفوضى التي لا تزال تعيشها القنوات التلفزيونية الخاصة التي تفتقد لدفتر شروط يؤطرها كما أنها لا تزال غير خاضعة للقانون الجزائري، حيث تبث عبر أقمار صناعية أجنبية ولها مكاتب في الجزائر فقط. وينتظر أهل القطاع بفارغ الصبر صدور النصوص القانونية التي تنظم سير قطاع السمعي البصري، لوضع حد للفوضى التي يعيشها حالياً وحتى لا تنحرف القنوات عن مهامها النبيلة في نشر الوعي وتنوير الرأي العام إلى " دكاكين فتنة" تحطم أعراف وتقاليد وعادات المجتمع الجزائري المحافظ بطبعه.

من نفس القسم - صحة وعلوم -