سيارات.. هل حاول سفير فرنسا بالجزائر ابتزاز وزير الصناعة؟

الجزائر-محمد.ق: يشهد ملف السيارات في  الجزائر خلال الفترة الأخيرة الكثير من الجدل والنقد بين وزير الصناعة والكثير من الأطرف خاصة بعد عدم كشفه عن هوية الوكلاء المرخص لهم باستيراد السيارات التي اعتبر أن القانون لا يسمح بالإعلان عنهم.

وفي آخر تصريح له، قال وزير الصناعة فرحات أيت علي إن مصالحه تتعرض لحملة شرسة تقودها أطراف أجنبية هدفها استنزاف المزيد من العملة الصعبة، كما اتهم فرحات آيت علي بعض المجموعات المشبوهة متخفية تحت غطاء الوطني الزائفة التي تقف وراء هذه الحملة الشعواء ضده، وقال: "يزورني أشخاص أجانب، يحاولون فرض ضغوطاتهم لتمرير مصالح مشبوهة، ومساءً أجد حملة في جميع وسائل الإعلام، عندما لا ينجحون لهم أبنائهم وعملائهم هنا، نحن نعمل بكل شفافية، والأربعة وكلاء المعتمدين 100 جزائريين" وأَضاف: "الأشخاص الواقفين وراء الحملة الشعواء التي تنطلق من مارسيليا (فرنسا)، تأتي إلى الجزائر وتتغنى بالوطنية الزائفة".

وحسب المعلومات التي تحصل عليها "المصدر"، فإن العلامات الفرنسية لم تودع طلباتها لدى وزارة الصناعة، ما دفع السفير الفرنسي إلى طلب لقاء مع وزير الصناعة للتفاوض معه كي تنال مصانع العلامات الفرنسية كوطتها من سوق السيارات في الجزائر دون المرور عبر الاجراءات القانونية، وهو الامر الذي اغضب كثيرا الوزير فرحات ايت علي.

وكشف مسؤول سامي لـ"المصدر" ان اللقاء الاخير بين سفير فرنسا مع وزير الصناعة، كان بمثابة محاولة منه للي ذراع الجزائر بغية حصول المركبات الفرنسية على حصتها في السوق دون المرور عبر الاجراءات المنصوص عليها قانونا، معتقدا ان جزائر 2021 هي نفسها جزائر ما قبل 2019.

هذه المحاولة اليائسة من السفير الفرنسي حسب ذات المصدر، كادت أن تتطور بين فرحات ايت علي وراعي المصالح الفرنسية لتعصف بالعلاقات بين البلدين.

وحسب المعلومات التي تحصل عليها المصدر، فإن السفير الفرنسي كان مدعوما من طرف سماسرة السيارت الانتهازيين الذين وبمجرد تلميح الحكومة باستئناف إستيراد السيارات سارعوا إلى شراء كميات هائلة من السيارات من فرنسا وتم تخزينها في مرسيليا في انتظار رفع التجميد قصد إدخالها للجزائر، ليتفاجأوا بدفتر شروط صارم يحمي إقتصاد الوطن وجيب الزبون.

هنا ثارت ثائرة السماسرة بعد أن أخلط عليهم الوزير جميع حساباتهم الجشعة فتوسطوا لوزير الصناعة عبر السفير الفرنسي.

وعند تتبع الأحداث، فبمجرد  خروج السفير من مكتب الوزير حتى جُندت ترسانة إعلامية ضخمة لتشويه الوزير لرفضه إملاءات الطرف الفرنسي المدعوم من السماسرة، حيث تم تجنيد أكبر الصفحات في العالم الأزرق.

هذه المحاولة اليائسة من السفير حسب مصدرنا، كادت تتطور بين فرحات ايت علي وراعي المصالح الفرنسية لتصبح ازمة بين البلدين. فهل ستحتج الجزائر على سلوك سفيرها الجديد فرانسوا غوييت ام سينتظر المسؤولون في البلاد عودة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون للتصرف حيال الموضوع.

من نفس القسم - إقتصـاد -