الغارديان البريطانية تدعو ماكرون لإعلان ندم وطني عن جرائم استعمار الجزائر

الجزائر-سارة.ب: قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بحاجة لمراجعة التاريخ الاستعماري في الجزائر بخطوة مماثلة قام بها جاك شيراك عندما اعترف بتواطؤ بلاده في اعتقال وملاحقة اليهود أثناء الاحتلال النازي.

وجاء في افتتاحية الصحيفة، أنه "إذا أراد الرئيس ماكرون أن تؤدي جهوده لشفاء الجروح من الماضي الاستعماري، فهناك حاجة لفعل مماثل من التعبير عن الندم مما جرى في أثناء حرب الجزائر".

وطالبت الصحيفة البريطانية، الرئيس الفرنسي بإعلان ندم وطني عن جرائم استعمار الجزائر، وأثنت على قرار "ماكرون" فتح الأرشيف الفرنسي وكسر الصمت عن المسكوت عنه في الفصل الأسود من تاريخ فرنسا بالجزائر.

كما أكدت الصحيفة أن هذه الجهود ليست كافية لرأب جراح الماضي بين فرنسا والجزائر، مستشهدة بخطاب لـ"ماكرون" وصف فيه بلاده بأنها "بلد بتاريخ من الماضي الاستعماري والكدمات التي لم يتم التخلص منها بعد.

 ووصفت الصحيفة البريطانية قرار "ماكرون" بأنه يستحق الثناء لأنه "فتح النافذة ليدخل منها بعض الهواء"، خاصة أنه أول رئيس فرنسي يعترف بأن بلاده قامت بتعذيب منهجي في الجزائر قائلا إنه يجب مواجهة آثام الماضي "شجاعة ووضوح".

لكن الصحيفة حذرت من تقويض مصداقية توجه "ماكرون"، مشيرة إلى تأكيد قصر الإليزيه، هذا الأسبوع، أن عمل مفوضية الذكريات والحقيقة "لا يعني أنه سيكون مترافقا مع اعتذار رسمي عن تاريخ فرنسا في الجزائر"، ورفضه بطريقة استباقية فكرة التعويض. وتلفت الغارديان في هذا الصدد إلى أن "ماكرون" يخشى من إثارة جدل وطني قبل انتخابات الرئاسة العام المقبل، والتي سيواجه فيها على الأرجح جولة إعادة أمام "مارين لوبان" زعيمة التجمع الوطني اليميني المتطرف.

لكن فرنسا تحتاج ـ بحسب افتتاحية الصحيفة البريطانيةـ لكي تطوي الصفحة الصادمة من تاريخها الاعتراف بمسؤوليتها الرئيسية كقوة استعمارية وعن الحرب القاسية ما بين 1954- 1962، وعدم فعل هذا سيكون بمثابة صفعة بالمراوغة التي طالما انتقدها "ماكرون" نفسه.

من نفس القسم أخبـار الوطن