حروب الجيل الجديد.. النص الكامل لكلمة الفريق سعيد شنقريحة

الجزائر-محمد.ق: أشرف اليوم الاربعاء، الفريق السعيد شنقريحة على افتتاح أشغال الملتقى الوطني حول حروب الجيل الجديد: التحديات وأساليب المواجهة، وذلك بالمدرسة العليا الحربية. 

حيث اعتبر الفريق شنقريحة أن الدفاع الوطني، واجب مقدس ومسؤولية جماعية، يجب تحملها أفراداً وجماعات ومؤسسات، من خلال جعل المصالح العليا للوطن أهم الغايات، وتعزيز جدار الصد ضد كل الحملات المغرضة، التي تحاول عبثا، استهداف وحدتنا الوطنية وسيادتنا واستقرارنا.

وفيما يلي النص الكامل لكلمة الفريق:

"إنّ حروب الجيل الجديد، أو كما يسميها البعض بالحروب الهجينة، هي حروب لها أسلوبها الخاص، فهي تستهدف المجتمعات، وتقوم على الدعاية والدعاية المضادة، من خلال تبني استراتيجية التأثير على الإدراك الجماعي، بغرض التلاعب بالرأي العام لمواطني الدولة المستهدفة، وتوجيه سلوكياتهم ونمط تفكيرهم، دون أن تعلن عن نفسها، ودون أن يكون لها عنوان واضح أو تأثير مكشوف، غايتها إجهاد النظام القائم، وتفكيك الدولة من الداخل، باتباع خطوات طويلة الأمد، وباستعمال أدوات ووسائل مختلفة، معلوماتية، اقتصادية، اجتماعية وعسكرية. كما ساهمت إفرازات العولمة في توسيع أشكال وأساليب تجسيدها، بهدف تضليل وتغليط مختلف فئات المجتمع، وتزوير الحقائق والضغط على الحكومات.
على ضوء ما سبق، فإنّ من أهم الأهداف المسطرة لهذا الملتقى، هو إبراز الدور المتنامي، لتضافر جهود كافة الفاعلين، من مؤسسات الدولة ومجتمع مدني ومواطنين، في تعزيز مقومات الدفاع الوطني، والقدرة على التصدي للمخاطر التي تعددّت وتوسعت أبعادها، لتشمل كافة مجالات النشاط في الدولة والمجتمع
إنّ التداعيات المحتملة على أمن واستقرار بلادنا، جراء تدهور الأوضاع الأمنية في محيطنا الإقليمي، بالإضافة إلى المحاولات الخبيثة والمتكررة، لضرب الانسجام الاجتماعي، تفرض علينا اليوم، أكثر من أي وقت مضى، تعزيز أواصر وحدتنا الوطنية، وتمتين تلاحُمنا، ورص جبهتنا الداخلية، كضرورة قصوى لمواجهة كافة التهديدات من جهة، ومن جهة أخرى، العمل على كسب مختلف الرّهانات التنموية والاجتماعية والاقتصادية، التي باشرتها الدولة، بقيادة السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، من أجل تحقيق الرفاهية والازدهار، وتحسين ظروف العيش الكريم لمواطنات ومواطني شعبنا الأبي
نعم، لقد سمح النضج والوعي السياسي الذي يتسم به الشعب الجزائري، بمواجهة مثل هذه المخططات الخبيثة وإفشالها، في الماضي القريب، إلا أنّ ذلك لَا ينبغي فِي أَيِّ حَالٍ مِنَ الْأَحْوَالْ أَنْ يُشَكِّلَ غَايَةً فِي حَدِّ ذَاتِهِ، بل يتعين أن يظل وسيلة يعتمد عليها في التعزيز المتواصل لليقظة والحس الوطني، والإدراك بما يدور ويُخطط ضدّ بلدنا، والاستعداد لِمُوَاجَهَة كافة الاحتمالات والسيناريوهات.
كما لا يسعني في هذا المقام، إلاّ أن أُذكِّر بأنّ الدفاع الوطني، واجب مقدس ومسؤولية جماعية، يجب تحملها أفراداً وجماعات ومؤسسات، من خلال جعل المصالح العليا للوطن أهم الغايات، وتعزيز جدار الصد ضد كل الحملات المغرضة، التي تحاول عبثا، استهداف وحدتنا الوطنية وسيادتنا واستقرارنا، فعلينا جميعا مواصلة التفاني في العمل، والإخلاص للوطن، ولعهد الشهداء الأبرار، كافة الشهداء، لتظل الجزائر على الدوام آمنة، مستقرة، قوية وشامخة".

من نفس القسم - عدالة وأمن -