احتجاجات فلاحي الفكيك.. مرآة تعكس عقودا من سياسة التخدير والكذب التي يمارسها المخزن

الجزائر-محمد قلاتي: قضية فلاحي منطقة الفكيك تبدو أشبه ما يكون بمرآة سيارة تعكس مشاهد الرؤية لعقود من التخدير والكذب الذي يمارسه نظام المخزن ضد شعبه، المشهد ينطوي أيضا على مشاكل متراكمة يعاني منها حاليا ملايين من سكان مناطق حدودية مغربية.

عشرات الفلاحين المغاربة ربما لم يكن يخطر ببالهم يوما أنه سيأتي يوم يُطلب فيه منهم الرحيل عن ضيعات جزائرية يفلحونها منذ سنوات بسماح جزائري إنساني تجاه الفلاحين، قررت بعده الجزائر من منطلق اتفاقية لترسيم الحدود بين البلدين وقعت عام 1972 ويحق بمقتضاها للجزائر استرجاع أراضيها في أي وقت.

في ظل مواصلة مسلسل كذب المخزن على شعبه، وحسبما تم رصده لم تصدر سلطات الرباط أي تنبيه لفلاحيها بخصوص قرار الجزائر اخلاء اراضيها، لم تبادر السلطات المغربية بأي خطوة لإيجاد حل لمواطنيهم الذين عبروا عن صدمة كبيرة ونظموا احتجاجات رفعت خلالها شعارات تحمل الدولة المغربية مسؤولياتها.

فهل يعي سكان منطقة فكيك وفلاحيها أنهم يدفعون ثمن تلاعبات نظام المخزن وكذبه عليهم؟ وهل يعلم فلاحو الفكيك على غرار غيرهم من سكان باقي المناطق الحدودية المغربية أنهم مقبلون على فصل جديد من المعاناة في غياب آفاق واضحة من طرف حاشية الملك لتسويتها؟؟

يبدو أن المغاربة عموما وسكان فكيك وفلاحيها سيعيشون عقودا أخرى من المعاناة بسبب تعنت المخزن في تنصله من مسؤولياته والذهاب قدما في سياسة الكذب والتخدير ضد شعبه، فما يحدث من احتجاجات في المنطقة يؤكد ذلك؟؟

حيث أنه من المفترض أن يكون التظاهر والاحتجاج ضد السلطات المغربية ونظام المخزن الذي كذب على فلاحيه وأوهمهم أن العرجة ارض مغربية و لم يصارحهم أن الجزائر أشفقت على حالهم و تركتهم يسترزقون لعقود من اراضيها بعدما رمى بهم الملك إلى الفقر.

لكن ما يتم رصده وتتبعا للأحداث منذ قرار الجزائر اخلاء اراضيها، يتضح أن المخزن عبر عملائه وأزلامه توغل وسط السكان للهروب من تحمل مسؤولياته تجاه شعبه وتوجيه مطالبهم التي كان من المفروض أن تكون موجهة لسلطات بلدهم، فهل يعي المغاربة أنهم يحتجون ضد بلد احتضنهم ووفّر عنهم معاناة سنين، وهل سيخرج هؤلاء من قوقعة التخدير التي ما فتئ المخزن ينفخها لتمرير مشاريعه على حساب شعبه المغلوب على أمره والهروب من اخفاقاته التي تعود تحميلها للجزائر في كل مرة؟؟

فكان من الضروري على المغاربة المحتجين والمتباكين على ما يدعون انها أرضهم كان الأحرى بهم الاحتجاج لاسترجاع سبتة ومليلة المحتلتين من طرف اسبانيا وليس ضد أرض لفظتهم ليس لشيئ إلا لأنها تيقنت أن الأشقاء يكنون الحقد والكراهية والإجرام لأهلها وشبابها.

من نفس القسم أخبـار الوطن