صدمة وخيبة أمل للمخزن من الموقف الأمريكي والحلفاء "الوهميين" في مجلس الأمن

الجزائر-أمينة.ج

كشف الكاتب المغربي عبد السلام بنعيسى، في مقال نشر عبر جريدة "رأي اليوم"، عن صدمة المغرب من الموقف الأمريكي الأخير حول الصحراء الغربية في الاجتماع الاخير لمجلس الأمن ووصفه بالمخيب لآمال المغاربة.

ففي سياق التعليق على أشغال الاجتماع الأخير لمجلس الأمن يوم 21 أفريل الجاري حول قضية الصحراء الغربية، نقل بن عيسى عن محمد صالح التامك المدير العام لإدارة السجون بالمغرب قوله إن الموقف الأمريكي بالمخيب لآمال المغاربة، وانتقد التامك الدور الذي اضطلعت به الولايات المتحدة الأمريكية في المفاوضات حول نزاع الصحراء خلال هذا الاجتماع، قائلا "لم يكن في مستوى آمالنا المنطقية والمشروعة…".

وكشف التامك الذي سبق له أن شغل منصب مدير ديوان بوزارة الداخلية "أن مشروع الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب حلا لقضية الصحراء هو فكرة أمريكية عرضها عليه لأول مرة ويليام ايغلتون المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء خلال الفترة من 1999 إلي 2003"، ويليام ايغلتون الذي شغل منصب أول سفير لبلاده في موريتانيا مباشرة عقب استقلالها.

وأكد الكاتب المغربي أن تصريح التامك يعبر عن قلقٍ مغربي رسمي من الموقف الأمريكي في الاجتماع الأخير لمجلس الأمن، وضجر مغربي من سياسة الإدارة الأمريكية الجديدة.

وعاد بن عيسى لما حدث يوم 21 أفريل الجاري بمجلس الأمن، وتحدث عن سكوت الإدارة الأمريكية الجديدة عن الاعتراف الأمريكي السابق، وقال "إن ممثليها لم يتطرقوا خلال الاجتماع الأخير لمجلس الأمن إلى قرار اعتراف بلادهم بسيادة المغرب على الصحراء إطلاقا".

وتساءل بن عيسى حول ما إذا كان الأمريكيون، قد "تحللوا من اعترافهم هذا وتخلوا عنه، وأنهم لأسباب تخُصُّهم، يتحاشون الإعلان عن ذلك؟؟".

وأشار الكاتب المغربي إلى أنه بعد الموقف الأمريكي الأخير "بات التطبيع المغربي اليوم مع الكيان الصهيوني وكأنه تطبيع مجاني، صار المغرب يبدو وكأنه وقَّع على شيك على بياض لفائدة الصهاينة. أصبحنا أمام تطبيع للتطبيع. والمؤسف هو أن المغرب يقدم هذه الهدية المجانية للكيان الصهيوني، وهو رئيس لجنة القدس، ويتم ذلك في وقت تصاعدَ فيه الاستيطان والتهويد لكل فلسطين، وعلى رأس المدن التي تتهود وتُفرغُ من سكانها، مدينة القدس، إننا نواكب في هذه اللحظة ونعاين على شاشات الفضائيات الجرائم التي تقترفها قطعان المستوطنين والمتطرفين اليهود ضد السكان المقدسيين، لتهجيرهم من مدينتهم ومن أرضهم، ونحن بالمقابل نهديهم التطبيع..

وقال: "لابد من الإقرار أن سياسة استرضاء أمريكا قد وصلت إلى حدودها القصوى، وهذا أقصى ما أمكن لهذه السياسة تقديمه للمغرب".

واتهم الكاتب ا"لتيار الفرانكفوني الانعزالي المتحكم في دواليب السلطة والثروة في البلاد تمكن من جرِّ المغرب إلى هذا الخيار/ المأزق، لقد راهن ذلك التيار على أمريكا وفرنسا ومعهما إسرائيل، وكان يغري المغاربة، كذبا وبهتانا، بأن مع هؤلاء سيضمن المغرب "وحدته الترابية" -يقصد احتلاله للاراضي الصحراوي- ومعها الاستثمارات الغربية الضخمة..".

وأضاف بن عيسى أن ذلك التيار الانعزالي كان يُحرِّضُ، عبر اقلامٍ مأجورة، ضد عروبة المغرب، ويتهجم على دينه الإسلام، في محاولة منه لإظهار أن المغرب منفصل عن محيطه العربي الإسلامي، وإيهامه أنه قريب من واشنطن وباريس وتل أبيب، ولكن -يضيف الكاتب- ها هي النتيجة أمامنا. لا فرنسا، ولا أمريكا، ولا إسرائيل، حصلنا منها على ما نريده في الصحراء الرغبية، فهم الذين يأخذون منا ولا يعطوننا شيئا، بل يورطوننا في خيارات متنافية مع مصالحنا.

من نفس القسم أخبـار الوطن