
بلحيمر: علاقات الجزائر ومصر تاريخية وتجسد الشراكة الإستراتيجية بينهما
الجزائر-محمد.ب
أكد وزير الاتصال عمار بلحيمر، أن الجزائر حريصة على تفعيل العلاقات الثنائية مع مصر وترقيتها فى مختلف المجالات، بما يعكس الإرادة الإيجابية في البلدين ويتم استثمار الإمكانات الكبيرة والقدرات العالية المتوافرة لدى الجانبين، بما يحقق المنافع المشتركة ويعود بالخير والازدهار على الشعبين الشقيقين .
وخلال حوار له من صحيفة "الأهرام"" المصرية، شدد بلحيمر على أن علاقات الجزائر ومصر علاقات تاريخية عميقة عريقة ومتميزة، منها دعم مصر، شعبا وقيادة، للجزائر في أثناء الثورة التحريرية في مختلف المجالات، لاسيما في المجال الإعلامي من خلال احتضانها لإذاعة "صوت الجزائر الحرّة المكافحة"، التى كانت تنقل أخبار الثورة آنذاك.
ومن نماذج التضامن الخالدة التي قال بلحيمر أن الجزائريين يذكرونها باعتزاز، النشيد الوطني الجزائري "قسما" الذي كتبه الشاعر الجزائري مفدى زكرياء ولحنه الموسيقار المصري محمد فوزى.
حيث لفت الوزير أن الجزائريين يقدرون جيدا الدعم المصري المشهود للثورة الجزائرية، والذي كان أحد أسباب العدوان الثلاثي، الفرنسي الإسرائيلي البريطاني،عليها عام 1956.
من الجانب الآخر، قال بلحيمر أن الجزائر كانت سبّاقة فى نصرة مصر فى حربي 1967 و1973، فيحفظ التاريخ، أن فيالق الجيش الجزائرى كانت مع الفيالق المصرية في الصفوف الأولى في ملحمة أكتوبر، حيث امتزجت دماء الأبطال الشهداء من جزائريين ومصريين معا على أرض سيناء الطيبة، لتسجل صفحات مجيدة من التضحية والتضامن المشترك.
وبشأن التنسيق بين الجزائر ومصر فى القضايا العربية خاصة ليبيا، كونهما بلدان محوريان في المنطقة، قال الوزير بلحيمر إن الجزائر ومن خلال مواقفها الدائمة والثابتة تجاه مختلف القضايا العربية، سعت من أجل حوار وطنى ليبي-ليبى يخضع لمنطق الأولويات، وهو ما تجسد مؤخرا من خلال تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة تعنى بإعادة بناء مؤسسات الدولة الليبية مع إعطاء أهمية بالغة لعمل الجيش الوطنى الليبى من أجل جمع السلاح والانطلاق فى إعادة إعمار ليبيا، وذلك تجسيدا لتطلعات الشعب الليبى لخروج هذا البلد الجار من الأزمة المتعددة الأقطاب الأمنية والسياسية والاقتصادية، ناهيك عن الآثار الاجتماعية السلبية التى خلفتها سنوات من الاقتتال بين الأطراف الليبية.
وبخصوص التعاون الثنائي فى مكافحة التنظيمات الإرهابية والحركات المتطرفة بين البليدن، أشار وزي رالاتصال إلى أن الإرهاب الذى أصبح ظاهرة عالمية لا تعترف بالحدود باتت تفرض على الدول والحكومات حلولا عملية كفيلة باستئصال هذه الظاهرة الإجرامية من جذورها.الجزائر لم تسلم من مخالب الإرهاب الهمجى خلال تسعينيات القرن الماضى ومصر هى الأخرى عانت من ويلات الإرهاب.
هذه التجربة -يضيف بلحيمر- أفرزت مقاربة حديثة تعمل فى اتجاهين اثنين: الأول هو اجتثاث التطرف وتجفيف منابع تمويل الإرهاب، والثانية هى العمل على بعث تنمية اقتصادية، اجتماعية وسياسية شاملة تحقق لشعوب المنطقة طموحاتها فى العيش بأمن وسلام، والتمتع بكل ظروف العيش الكريم فى كنف دولة القانون.
وحرص بلحيمر على أن الجزائر لطالما دافعت عن هذه المقاربة الثنائية، داعية إلى ضرورة تفضيل الحلول الوطنية من خلال الحوار بين أبناء البلد الواحد بعيدا عن التدخلات الأجنبية وتجاذبات المصالح الدولية، حيث أثبتت التجربة أنها تسمح بإيجاد حلول قابلة للتنفيذ والوصول إلى نتائج ملموسة كفيلة بعودة الأمن والاستقرار.