جدل في تونس حول "إمكانية الذهاب نحو التطبيع"!!

الجزائر-محمد قلاتي

زعم وزير اسرائيلي أن تونس ودولا إسلامية أخرى تستعد لتوقيع اتفاقيات تطبيع جديدة مع الكيان الصهيوني، في إطار ما أسماه "اتحادا إقليميا وشرق أوسط جديد".

وقال عيساوي فريج وزير التعاون الاقليمي في حكومة الاحتلال الصهيوني، في حوار مع موقع "إرم" الإماراتي: "أنا أرى في الأفق البعيد أن كل دول الشرق الأوسط ستكون ضمن اتحاد إقليمي وشرق أوسط جديد".

وأضاف: "مثلما دخلت الإمارات ومصر والأردن، يمكن أن تدخل أيضا سلطنة عمان وتونس وقطر وماليزيا.. كل الدول ممكن أن تدخل في سلام مع إسرائيل".

 مشيراً إلى أنّ "لإسرائيل علاقات مباشرة وغير مباشرة مع جميع الدول العربية في الشرق الأوسط، وحتى مع الدول المعادية"، بحسب الإعلام الإسرائيلي. 

وبينما ينشغل الشارع التونسي بتداعيات الأزمة السياسية التي تلت تعطيل البرلمان وإقالة الحكومة، ظهر على أثير إذاعة موزاييك الخاصة، وزير الخارجية التونسي الأسبق أحمد ونيّس الذي قال إن بلاده لا تعتبر إسرائيل عدوا لها.

وقال ونيس إن تونس لا عدو لها، وطالب الدبلوماسيين التونسيين بتوضيح هذا الموقف "عدونا هو الاحتلال والاستعمار وسياسة التمييز العنصري".

ولم يكتف ونيس بهذا الموقف، وإنما لفت إلى أن "تونس كانت أول دولة عربية اعتبرت أن أسلم السياسات هي التفاوض مع إسرائيل على أساس قرار التقسيم الصادر عن الأمم المتحدة".

وأضاف "تونس كانت دائما ضد الاستعمار والتمييز، وإذا غادرت إسرائيل الأراضي الفلسطينية وتوقفت عن التمييز لن تكون عدوا لنا".

ويأتي هذا الجدل وسط مخاوف بين التونسيين من لحاق بلدهم بدول عربية طبعت علاقاتها بإسرائيل قبل تسوية الصراع العربي الإسرائيلي وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس المحتلة.

وهذه الدول التي طبعت برعاية أميركية هي الإمارات والبحرين والسودان والمغرب.

وسبق لتونس أن أعلنت أنها غير معنية بالتطبيع مع إسرائيل، وأن موقفها لا تؤثر فيه التغيرات الدولية.

وقال بيان لوزارة الخارجية التونسيةقبل أشهر "إذ تحترم تونس المواقف السيادية لمختلف الدول، فإنها تؤكد أن موقفها ثابت ومبدئي ولن تؤثر فيه أبدا التغيرات في الساحة الدولية".

وأضاف البيان أن الموقف نابع من إرادة الشعب التونسي ومعبر عما يخالجه من مشاعر تضامن وتأييد مطلق للحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني.

وردا على تصريحات ونيس، كتب عبد الوهاب الهاني رئيس حزب المجد "تصريح غريب وفي توقيت مريب لوزير الخارجية الأسبق سي أحمد ونيس يتناقض مع ثوابت الدبلوماسية التونسية في معاداة الاحتلال الاستيطاني العسكري الإسرائيلي وإدمانه على انتهاك الحقوق القرية والجماعية والقومية للشعب الفلسطيني".

 أما القيادي السابق في حزب تحيا تونس، ماهر عباسي، فطالب الرئيس التونسي بأن يسحب جواز السفر الدبلوماسي لونيس وأن يأمر وزيرة العدل بتفتح تحقيق ضده.

وكان نواب تونسيون أطلقوا العام الماضي حملة لتجريم التطبيع مع إسرائيل.

بدوره، أستاذ الفلسفة السياسية في الجامعة التونسية، فؤاد العليبي، أوضح في حديث لـ "بانوراما"، أن "الترويج لتوجه تونس نحو التطبيع مع إسرائيل، يأتي في سياق الضغوط التي تمارس على الرئاسة التونسية".

كما أكد العليبي، أن الرأي العام التونسي "يؤيد بقوة حقوق الشعب الفلسطيني، وأن "التطبيع مع تل ابيب لا يدخل ضمن البرنامج السياسي للرئيس قيس سعيد".

من نفس القسم - أخبـار الوطن -