من الحرائق إلى الفيضانات.. هل الجزائر «استثناء»؟

الجزائر-محمد.ق

عانت الجزائر وعلى غرار عدة دول أوروبية وآسيوية، في الأشهر الماضية من حرائق كبيرة أتت على مساحات واسعة من الغابات، واستيقضت مؤخرا على فيضانات أدت إلى خسائر مادية معتبرة.

واجتاحت فيضانات وسيول جارفة ناتجة عن أمطار غزيرة غير متوقعة عدة ولايات من شمال الوطن وخاصة الجزائر العاصمة، مثلما حدث في أوروبا الأسابيع الماضية على غرار ألمانيا، بلجيكا، تركيا، واسبانيا والهند مؤخرا.

وتجاوزت كميات الأمطار المتساقطة في مدة زمنية قصيرة بالعاصمة الجزائر أمس 200 ملم في أغلب مدنها، وهي الكمية التي تعادل كميات التساقط العادية في شهر كامل.

وعبرت لجنة المناخ التابعة للأمم المتحدة عن قلقها البالغ من أن مستويات الغازات المسببة للاحتباس الحراري مرتفعة لدرجة تعني أن اضطراب المناخ سيدوم لعقود.

وأدى ارتفاع درجة حرارة الأرض بواقع 1.1 درجة مئوية إلى أحوال طقس كارثية شملت اندلاع حرائق الغابات في الجزائر وتركيا واليونان والولايات المتحدة وأستراليا.

وفي هذا الصدد، أظهرت دراسة نشرت مؤخرا أنّ الاحتباس الحراري زاد أضعافا من احتمالية وشدّة الفيضانات التي اجتاحت ألمانيا وبلجيكا في جويلية الماضي وأوقعت أكثر من 200 قتيل وخلّفت أضراراً بمليارات اليوروهات.

وخلصت الدراسة إلى أن تغير المناخ المدفوع بأنشطة بشرية أدى إلى زيادة كثافة الأمطار التي هطلت في يوم واحد في الصيف بنسبة تتراوح بين 3% و19%.

ووفقاً للدراسة التي أجراها علماء "وورلد ويذر أتريبيوشن"، المبادرة التي تجمع خبراء من معاهد بحثية مختلفة حول العالم، فإنّ احتمال حدوث الفيضانات الكارثية التي اجتاحت هذه المناطق زاد بنسبة 09 مرات بسبب الاحترار الناجم عن النشاط البشري، وهذه ثاني دراسة تحمّل بوضوح مسؤولية هذه الكوارث الطبيعية إلى ارتفاع درجات حرارة الكوكب.

ولم تحدث الفيضانات في الجزائر فقط، فقد تسببت فيضانات عارمة ناجمة عن الأمطار الغزيرة في مقتل ما لا يقل عن 190 شخصًا في ألمانيا و 38 في بلجيكا الأسابيع الفارطة، وهو نفس الشيئ الذي حدث بالهند والصين واستراليا، رغم البنية التحتية المتطورة التي تمتلكها هذه الدول. 

وفي السياق ذاته، أكد الخبير الدولي في الأرصاد الجوية، "جيل ماتريكون" اليوم الأحد، أن الفيضانات التي شهدتها كل من الجزائر وتونس بالإضافة إلى جنوب إيطاليا، مساء السبت كانت نتيجة منخفض جوي قادم من جزر البليار.

وأوضح الخبير أن الإضطراب الجوي جاء بسبب هبوط منخفض من جزر البليار باتجاه المغرب العربي والذي سيستمر حسبه إلى غاية يوم الثلاثاء، وسينتج عنه تساقط غير مألوف للأمطار.

وأضاف المتحدث أنه عند اتصال البحر الذي لا يزال دافئا في هذا الوقت من العام، مع الهواء البارد غير المستقر للغاية يحدث تصادم بين التيارات الهوائية يفرز التقلبات الجوية.

 

 

 

 

من نفس القسم - صحة وعلوم -