ملك المغرب يقع في تناقضات وجهل كبير بأمور هامة خلال خطابه الأخير

فضح الدكتور مولود إحريطن تناقضات وقع فيها ملك المغرب محمد السادس خلال خطابه بمناسبة ما يسمى "المسيرة الخضراء"، كما أبان عن جهله حتى بمعنى تسمية بعة المينورسو إلى الصحراء الغربية.

حيث قال ملك المغرب محمد السادس، السبت، إن نظامه سيواصل التنسيق مع بعثة مينورسو، دون ذكر أصل تسميتها وهي مهمة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء تقرير المصير بالصحراء الغربية، لكنه بالمقابل لن يتفاوض إلا على مقترح الحكم الذاتي.

وفيما يلي مقال الدكتور مولود أحريطن:


في خطابه يوم أمس بمناسبة الذكرى ال46 للمسيرة السوداء أبان ملك المغرب محمد السادس عن تناقض صارخ في المواقف، حيث قال من جهة أن المغرب لا يتفاوض على صحرائه و أن مغربية الصحراء قد حسمت ولم تكن يوما مطروحة للتفاوض !!! ومن جهة أكد أن المغرب ملتزم بوقف إطلاق النار و التعاون مع المينورسو و مع المبعوث الشخصي الجديد ستيفان دي ميستورا ومستعد لاستئناف المفاوضات لإيجاد حل للنزاع المفتعل حسب زعمه.

و السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو، إذا كانت مغربية الصحراء قد حسمت كما يقول ملك المغرب ، فعلى ماذا سيتفاوض إذن، إذا كان جوهر الصراع اصلا هو قضية السيادة على الصحراء الغربية ؟ و في هذه الحالة ما الفائدة من الإعراب عن الاستعداد للتفاوض و التعاون مع المبعوث الشخصي ، و مع المينورسو في إطار المهمة الموكلة لها و مطالبتها بالحفاظ على وقف إطلاق النار؟ إذا كانت هذه الاخيرة قد أنشئت للفصل في إشكالية السيادة على الاقليم عبر تنظيم استفتاء حر و نزيه يتمكن من خلاله الشعب الصحراوي الاختيار بين إقامة دولته المستقلة أو الانضمام إلى المملكة المغربية، أليس هذه هي قمة التناقض ؟!!! و إذا كانت المفاوضات التي جرت طيلة ثلاثون سنة بين طرفي النزاع الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب و المملكة المغربية هي بهدف حسم قضية السيادة على الصحراء الغربية التي تعتبر مغربيتها محسومة حسب الملك !!! فعن أية عملية سلمية و عن اي نزاع يتحدث يا ترى ؟
إن ما ظهر من تناقض صارخ في خطاب ملك المغرب يوم أمس ينم عن التخبط و الارتباك و ضياع البوصلة و هو محاولة جديدة للهروب إلي الإمام و مغالطة الرأي العام المغربي و الضحك عليه، و هو يذكرنا بنفس أسلوب والده عندما قال ذات يوم أن ملف الصحراء قد طوي و أغلق بالنسبة للمغرب ، ليعود بعد ذلك و يطلب التفاوض و يوقع على مخطط السلام و يلتزم أمام الأمم المتحدة باحترام نتيجة الاستفتاء كيفما تكون، و كأن التاريخ يعيد نفسه.
في واقع الأمر و الحال هذه إذا كان المغرب قد حسم كل شيئ فعلى ماذا يريد ملك المغرب التفاوض ؟ و ما الداعي لوجود المينورسو ؟ و ما الجدوى من مطالبتها بالسهر على احترام وقف إطلاق النار؟ و ما جدوى الحديث عن عملية سلمية ؟ و بماذا تتعلق هذه العملية ؟ كلها أسئلة إجابتها الوحيدة هي ان نظام المخزن وصل درجة من الإرباك و التخبط حتى صار يكذب على نفسه لعلى وعسى ان تصير الكذبة حقيقة ذات يوم.
بالنسبة لنا وقف إطلاق هو شيء من الماضي ، و العملية السلمية بصيغتها السابقة والحالية صارت متجاوزة ، ولن يكون هناك لا وقف لإطلاق نار جديد و لا تفاوض إلا تحت افواه البنادق و بشروطنا ، و لا عودة للعملية السلمية إلا بضمانات حقيقية و واضحة، و لن نقبل بأي حل أو مقاربة للحل لا تضمن إنهاء احتلال أرضنا.

من نفس القسم أخبـار الوطن