أكدت مجلة الجيش في عددها الأخير لشهر فيفري في افتتاحيتها التي جاءت تحت عنوان “الذين لم يتعلموا من تجارب التاريخ”، أن الجيش الوطني الشعبي سيظل يقظا مدركا للتحديات التي تواجه البلاد وأن الدبلوماسية الجزائرية تتحرج بقوة على جبهات عدة لاستعادة زمام المبادرة.
وجاء في افتتاحية مجلة الجيش: ”ينفرد الجيش الوطني الشعبي عن بقية جيوش العالم بميزة مفادها أنه لم يتأسس بمرسوم، هذه الحقيقة التي تحمل بين طياتها أكثر من معنى، تفسر لوحدها الدلالات العميقة للبعد الوطني والامتداد الشعبي لجيشنا الباسل، الذي جاء ميلاده إثر تحوير جيش التحرير الوطني الذي وُلد من رحم معاناة شعب تكبد الويلات وقرر في يوم سيحفظه التاريخ إلى الأبد، تفجير واحدة من بين أعظم الثورات في القرن العشرين".
وأضافت "ويأتي القرار الذي اتخذه رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، السيد عبد المجيد تبون، لدى زيارته الأخيرة لمقر وزارة الدفاع الوطني بترسيم 4 أوت من كل سنة، يوما للجيش الوطني الشعبي كعرفان من الأمة للمكانة التي يتبوؤها جيش هو بحق سليل جيش التحرير الوطني وبالنظر كذلك للإنجازات التي حققها جيشنا الوطني الشعبي، منذ زهاء ستين سنة خلت على أصعدة عدة خدمة للجزائر، وفي المقام الأول ما تعلق بالدفاع عن حدودنا المديدة وأمن واستقرار بلادنا".
مشيرة إلى أنه لا غرابة في أن يتمسك الجيش بمهامه المقدسة والجليلة ويؤديها بتفان وإخلاص وباقتدار، فضلا أن دوره الحاسم خلال الأزمات والملمات .
واعتبرت المجلة أن ترسيم 4 اوت يوما للجيش عرفان من الأمة لمكانة الجيش وانجازاته، ترسيم هذا اليوم تكريسا للتلاحم بين الشعب وجيشه ويوطد العلاقة الأصيلة المتينة ووالاستثنائية الكامنة بينهما، بوالتالي -تضتف المجلة- فإن مخططات الأعداء وتجار الفتنة ومن يقفون وراءهم بالكذب والتضليل مصيرها الفشل لا محالة.
وشددت الافتتاحية على أن هذه المحاولات اليائسة تبقى دون أدنى صدى ولا يمكن أن تنال من الرابطة المقدسة بين الشعب وجيشه ولا يمكنها أن تمس بمعنوياتهما، بالنظر لوعيهما بما يحاك ضد وطنهم من دسائس ومخططات تستهدف الجيش بالدرجة الأولى، لبلوغ هدف غير معلن يتمثل في إضعاف بلادنا والحيلولة دون احتلالها مكانتها المستحقة على الصعيدين الإقليمي والدولي مسنودة بجيشها الذي هو من صلب الشعب.
وأكدت لسان حال الجيش الوطني الشعبي على أن الجزائر ماضية باصرار على نهج بناء جمهورية جديدة على أسس متينة خارطة طريقها بيان اول نوفمبر، سيظل الجيش الوطني الشعبي متشبتا بأداء مهامه في الحفاظ على سلامة التراب والدفاع عن الحدود بكل ما أوتي من قوةيقضا مدركا للتحديات التي تواجه بلادنا من خلال تحضير قتالي جيد ، كما ستزداد العلاقة بين الشعب وجيشه قوة ومتانة رغم كيد الكائدين .
في المقابل، لفتت المجلة إلى أن الدبلوماسية الجزائرية تتحرك بقوة على جبهات عدة في سبيل استعادة بلادنا زمام المبادرة وتفعيل دورها النشط في احلال السلم والأمن بالمنطقة وتجنيبها المخاطر التي قد تعصف بها.