
انقلاب مفاجئ.. لماذا غيرت إسبانيا موقفها من ملف الصحراء الغربية؟
- بواسطة المصدر
- في 20 مارس 2022
- 2607 قراءة
أعلنت الحكومة الإسبانية "انقلابا مفاجئا" في موقفها المتعلق بقضية الصحراء الغربية من خلال دعمها موقف الرباط علناً وللمرة الأولى، فتح أزمة دبلوماسية جديدة مع الجزائر التي أعلنت استدعاء سفيرها "للتشاور على الفور" بعد تصريحات السلطات الإسبانية.
يرى مراقبون للملف ان هذا التحول المفاجئ في الموقف من جانب رئيس الحكومة الاسباني، بيدرو سانشيز، أن القضية لن تقف عند هذا الحد، وهذا الاستدعاء يشير إلى أن أزمة اندلعت بين الجزائر وإسبانيا، حيث أن تطور هذه القضية مرتبط بالشروحات التي ستقدمها مدريد للجزائر، ويعتمد على توضيح "هل ما أعلنته الخارجية المغربية تعبير عن موقف رسمي لإسبانيا أم أن الرسالة الإسبانية مجرد مجاملة للرباط، خاصة و أن إسبانيا مؤخرا أعلنت دعمها للحل الأممي للقضية الصحراوية وجددت موقفها بعد زيارة المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا للمنطقة.
وعلى غرار كون قرارا سانشيز المفاجئ سيوتر العلاقات مع الجزائر، يمكن كذلك أن يؤدي إلى توترات قوية داخل طاقمه الحكومي مع حلفائه من اليسار الراديكالي "بوديموس" المؤيدين لحق الصحراويين في تقرير المصير.
وفي هذا الشأن، قالت وزيرة العمل يولاندا دياز ممثلة "بوديموس" في تغريدة على تويتر عقب قرار رئيس الحكومة الاسباني إن "أي حل للنزاع في الصحراء الغربية يجب أن يتم من خلال احترام الشعب الصحراوي وإرادته الديمقراطية".
وفي نفس السياق، يرى محللون سياسيون مهتمون بالملف، أن الحديث عن أزمة بين الجزائر وإسبانيا مستبعدا حاليا، والعلاقات بين إسبانيا والمغرب لا شأن للجزائر بها، كون العلاقات مصالح وتخص سيادة الدول.
وتساءل المحللون عن دوافع انقلاب موقف إسبانيا المتحول، حيث يعتقدون أن دوافع "الانقلاب" يكون بسبب ضغوطات لوبيات مالية وإعلامية في أوروبا، أو له علاقة بما يحدث في أزمة أوكرانيا، والتحضير لمرحلة ما بعد أوكرانيا وأزمتها من خلال إعادة نسج التحالفات وضمان مصادر الطاقة.
ولم يستبعد المحللون أن الخطوة قد تكون محاولة للضغط على الجزائر وابتزازها، وتهديدها من خلال هذه المواقف تحسبا لأية تحولات في أسواق الطاقة.
لكن الأكيد أن الموقف الجزائري من الأزمة في أوكرانيا لا يروق لدول الاتحاد الأوروبي، خاصة بعد رفض الجزائر التصويت لصالح قرار يدين الهجوم الروسي على أوكرانيا، و يمكن فهم الموقف الاسباني على أنه موقف متقدم ضمن دور وظيفي كلفت مدريد بلعبه للضغط على الجزائر.
وتذهب التحليلات أيضا الى اعتبار أن انقلاب الموقف الاسباني، يمكن تفسيره كرد فعل مباشر على رفض الجزائر الاستجابة للطلب الغربي (يبقى محتمل وغير مؤكد من طرف السلطات الجزائرية) اعادة تشغيل أنبوب الغاز العابر لأوروبا عبر المغرب، لسد الاحتياجات الغربية من الغاز ، خاصة وأن التقديرات تؤكد أن الحرب في أوكرانيا لم تتخط بعد المنتصف، وبالتالي فان أسوأ السيناريوهات بالنسبة لأوروبا لم تحدث بعد.
الموقف الاسباني بالنسبة لقضية الصحراء الغربية بالغ الخطوة لاعتبارات سياسية وتاريخية، بصفته المستعمر السابق للمنطقة، والجزائر مطالبة بالبحث عن أسباب "الانقلاب" الاسباني ووضع الرد عليه داخل سياق يعيد موقف إسبانيا الى توازنها السابق - يقول متابعون.