
شنقريحة يحذّر من ظاهرة الانسياق الأعمى وراء الإثارة والتهويل الإعلامي
قام الفريق السعيد شنڨريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، هذا اليوم الأربعاء، بزيارة عمل وتفتيش إلى قيادة الدرك الوطني.
وخلال كلمة كلمة توجيهية، بُثت إلى كافة وحدات هذه القيادة عن طريق تقنية التحاضر المرئي عن بعد، حذر خلالها الفريق شنقريحة من ظاهرة الانسياق وراء الإثارة والتهويل الإعلامي، الذي يصاحب بعض الظواهر الاجتماعية السلبية، وما ينجر عنها، من جدل عقيم وقد يزيد من تجذير التناقضات بين مكونات المجتمع الواحد.
وقاتل الفريق في هذا الصدد: "لقد أشرت في مناسبات سابقة إلى أن معركة اليوم هي معركة وعي بامتياز، وفي هذا السياق تحديدا، أود التطرق اليوم إلى قضية أخذت في الآونة الأخيرة أبعادا مقلقة، ألا وهي ظاهرة الانسياق الأعمى وراء الإثارة والتهويل الإعلامي، على مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي والإعلام المرئي، الذي يصاحب بعض الظواهر الاجتماعية السلبية، أو الأحداث المعزولة، وما ينجر عنها، من جدل عقيم، ومزايدات من شأنها تهييج الرأي العام الوطني وتأجيج النعرات، وتجذير التناقضات بين مكونات المجتمع الواحد".
وأضاف: "وهو ما نعتبره أمرا خطيرا يهدد السلم الاجتماعي والنظام العام، ويندرج دون أدنى شك في سياق المؤامرات، التي تحاك ضد بلادنا، من أجل زرع بذور الفرقة وإدامة مسببات التخلف، وإشغال فئات المجتمع بعضها ببعض، وتفتيت مكوناته، بل وتفجيره من الداخل، ليسهل التغلغل فيه وتزداد قابليته للتهجين والاحتواء".
الفريق أكّد، أيضا، أن ما يزيد من تعقيد الوضع هو استعمال التكنولوجيا لتوجيه الرأي العام والتلاعب به، عبر نشر كل ما يفرق ويخلق بلبلة بين مختلف مكونات الشعوب، مما يتطلب تضافر جهود الجميع من أجل وأد الفتنة في المهد، وقال "علاوة على ذلك، يجزم معظم الخبراء في الفضاء السيبراني بوجود تطبيقات وبرمجيات من الذكاء الاصطناعي، تم تصميمها على أساس دراسات نفسية جد متقدمة، لذهنية وعقلية الشعوب المستهدفة، غايتها توجيه رأيها العام والتلاعب به، عبر نشر كل ما يفرق ويخلق بلبلة بين مختلف مكوناتها، من جهة، ومن جهة أخرى، التعتيم المقصود على كل ما هو إيجابي ويحقق توافقا ويوحد هذه المجتمعات".
وواصل يقول: "وعليه، فإننا نعتقد أنه ينبغي على الجميع، من أعوان الدولة، وأعضاء المجتمع المدني، والأعيان وقادة الرأي والنخب، والأئمة ورجال الدين، استنهاض الهمم وتوعية الشباب، وأخذ مثل هذه الظواهر، على محمل الجد، والعمل بتضامن وتكاتف، على وأدها في المهد، لكي لا ينتشر لهيبها وتعم الفتنة البلاد.".
وخلال كلمته، حث الفريق أبناء الجزائر من أجل التحلي بالمزيد من الوعي واليقظة، والحرص على الابتعاد عن كافة أشكال ومظاهر التهويل والإثارة، وتحكيم العقل بدل العاطفة ، ونبذ التصرفات غير المسؤولة التي تهدم ولا تبني، ولا تخدم سوى مصالح أعداء الشعوب.
واتهم الفريق من وصفهم بالمتربصين الذين يحاولون تحويل أهم عوامل التلاحم والانسجام، بين جميع مكونات شعبنا، إلى أسباب للتناحر والفرقة والقطيعة، فكما يقال «الشعوب التي تفقد إيمانها بدورها الحضاري، تفقد بالضرورة إرادتها في الدفاع عن كيانها، فما بالك بالنصر! «".