ذبح النعاج والخراف الإناث.. خطر يهدد ثروة الماشية بالجزائر

تعتبر ظاهرة ذبح النعاج والخراف الإناث ظاهرة سلبية تعرف انتشارا واسعا بمختلف مناطق الوطن وهو ما يهدد الثروة الحيوانية ورؤوس الماشية في الجزائر.

وتنتشر هذه الظاهرة الممنوعة بنص المرسوم التنفيذي رقم 91-514 الخاص  بالحيوانات المسموح والممنوع ذبحها داخل المذابح البلدية، داخل مذابح تتخندق في أحياء شعبية وأخرى بمناطق نائية بعيدة عن الأنظار حيث يتم  "إبادة" رؤوس الأغنام من النعاج الولود والخراف الإناث بشكل يهدد هذه الثروة  الحيوانية وتحد تكاثرها وزيادة تعدادها.

ويتعمد البعض من الجزارين وسماسرة اللحوم ممارسة هذه الظاهرة في غياب مصالح الرقابة بهدف  تحقيق الربح السريع على حساب جزء مهم من الاقتصاد الوطني، خاصة بعد ارتفاع أسعار لحم الخروف وعزوف المواطن عن اقتنائه مفضلا لحم "النعجة" لانخفاض سعره مقارنة بسعر لحم الخروف.

ويتبين من خلال الحركية التجارية للأسواق التي تشهد نشاطا قبيل عيد الأضحى، أن الموال خارج هذه اللعبة في ظل وجود طرف ثالث  وهم فئة التجار الذين يمتهنون التسمين والجزارة معا.

و حسب عدد من الموالين ممن تحدق إليهم "المصدر"، فإن "أصحاب مهن التسمين ممن لهم إسطبلات بالمناطق الريفية يعملون على شراء الخراف ذات السنة الواحدة وبخاصة  الأنثى منها وكذا النعاج حيث يتم تسيمنهم وتحضيرهم للذبح غير مهتمين بما ينجر  من خسارة للثروة جراء هذا السلوك الغريب على الشعبة".

وناشد هؤلاء تدخل الجهات المعنية لوضع حد لهذه الظاهرة التي باتت تهدد بشكل كبير بتدمير ثروة حيوانية تزخر بها الجزائر.

وضمن الخرجة الميدانية لفري قالمصدر، ببعض "أسواق المال في الجلفة والمدية والبويرة، تحدثنا إلى عدد من التجار الذي يشترون الخراف الإناث والنعاج،  حيث اتفق معظمهم على أن البحث عن الخراف الإناث والنعاج هو من أجل سعرها الذي هو في المتناول  والذي يضمن هامش ربح لا بأس به عند ذبحها وبيعها بالتجزئة في القصابة بسعر  يتراوح ما بين 1000 و 1200 دج للكيلوغرام وهو ما يلقى تهافتا للزبائن بهذا  السعر المناسب".

في المقابل، تم التأكد على لسان هؤلاء التجار أن شراء الخراف الذكور ليس بالأمر الذي يضمن هامش ربح  كبير بقدر ما يؤدي إلى الخسارة، فشراء خروف بأكثر من 40 ألف دج ولا يزن حتى  20 كيلوغرام لا يضمن حتى رأسماله إذا ما بيع بسعر 1200  دينار للكيلوغرام الواحد على عكس أمر شراء الخراف الإناث التي يتراوح سعر  اقتنائها ما بين 25 و30 ألف دج.

وأمام استفحال هذه الظاهرة التي تهدد رؤوس الماشية، لم يبقى أمام السلطات إلى العمل على تكثيف خرجات الرقابة وإيجاد حلول إيزاء إشكالية الذبح  العشوائي وسبل مكافحتها وسبل الحفاظ على تكاثر رؤوس الماشية من خلال حماية  الخراف الإناث والنعاج من آلة الذبح العشوائي بردع المخالفين والقضاء على  المذابح العشوائية.

من نفس القسم إقتصـاد