سوناطراك تنتهج استراتيجية جديدة للنهوض بالصناعات البتروكيماوية والتكريرية في الجزائر

رغم أن سياسات الجزائر بخصوص تكرير النفط وكذا الصناعات البتروكيمياوية عرفت تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة، بعد إنجاز مصفات للمكثفات تصل إلى 05.5 مليون طن سنويا، وإعادة تأهيل وعصرنة المصافي وتحسين مردوديتها الا ان الجزائر لا تزال تتكبد خسار مالية مهمة نتيجة استيراد مشتقات المواد النفطية.

ولأجل ذلك، انتهج مجمع سوناطراك استراتيجية للنهوض بالصناعات التكريرية والبتروكيماوية، وإقرار اصلاحات للصناعة التكيريرة للارتقاء بنوعية المنتوجات وفق الأسواق الدولية. 

وفي هذا الصدد، قال مدير فرع الأساليب والعمليات نشاط التكرير والبتروكيماوية بمجمع سوناطراك، عمارة ميلود، خلال حلوله ضيفا على التلفزيون العمومي، إن الطاقة الاجمالية للمعالجة السنوية للمصافي الست النفطية في الجزائر بلغت 05 مليون طن سنويا من مادة المكثفات، إضافة إلى توفير المواد البترولية، حيث تقدر الطاقة الاجمالية لانتاج مادة البنزين بحوالي 04 مليون طن سنويا، و09.8 مليون طن سنويا من مادة المازوت، ما سمح بتغطية احتياجات السوق الوطنية ووقف استيراد البنزين منذ 2020.

وكشف عمارة ميلود، عن انشاء وحدات تكرير إأضافية مستقبلا ضمن مشاريغ المخطط الخماسي لسوناطراك، من اجل تفير كميات اضافية من مادتي البنزين والمازوت.

في نفس السياق، أكد مدير قسم التكرير في سوناطراك، عياش رمضان، أن تحديث مصافي سكيدة، الجزائر وأرزيو منذ 2020 نتج عنه زيادة في انتاج البنزين بحوالي مليون و200 ألف طن إلى مليونين من البنزين، وتم تصدير حوالي 600 ألف طن مازوت و95 ألف طن من البنزين. 

وأضاف أنه سيتم انشاء وحدات معالجة إضافية لزيادة الانتاج أكثر، منها مشروع وحدة ريفومينغ كتاليتيك بأرزيو ستسمح بزيادة في الانتاج تقدر بمليون و200 ألف طن من البنزين، ومشروع تخصيب الهيدروجين الذي سيسمح ب03 ملايين و600 ألف طن من المازوت، ما سيلبي احتياجات السوق الوطني إلى غاية 2026.

ما يحدث في أوروبا يدفعنا للتفكير على ضمان الطاقة قبل التفكير في التصدير بالرغم من وجود طلبات كبيرة وعديدة من قبل دول أوروبية على البنزين  والمازوت الجزائري في الوقت الحالي.

وأوضح المتحدث أن سياسة سوناطراك والتوجيهات العامة تصب في ضمان الطاقة وتحقيق الاكتفاء الذاتي قبل التصدير وهو ما تم تحقيقه، اضافة إلى توظيف حوالي ألفين طالب جامعي منذ بداية تحديث المصافي.

من جانب آخر، كشف مدير قسم البتروكيمياء، لاما حسان أن سوناطراك تمتلك 07 مركبات تحويلية بيتروكيماوية اثتنان منها بمجهودات جزائرية خالصة، و05 مركبات اخرى بشراكة أجنبية تنتج مواد كانت الجزائر تستوردها.

في السياق ذاته، عاد ميلود عمارة للحديث عن "البيتروكيمياء" الذي أكد انه مجال حساس واخذ بعين الاعتبار من طرف سوناطراك لتثمين مواد المحروقات المنتجة حاليا بالجزائر، على سبيل المثال مادة "الأم تي بي أو" التي تستعمل كمادة اضافية لتحسين نوعية البنزين الخالي من الرصاص، والذي تم استيراد كمية منه السنة الماضية بلغت قيمتها اكثر من 170 مليون دولار ، وبسبب ذلك برمجت سوناطراك مشروعا لانتاج هذه المدة محليا في منطقة أرزيو بشراكة مع شريك صيني، وسيتم تسليم المشروع في جوان 2025، وبعدها يتم توقيف استيراد مادة "الأم تي بي أو" الباهضة الثمن، والتي بلغت قيمتها 1100 دولار للطن الواحد .

كما تحدث عمارة عن مشروع آخر لانتاج المنظفات التي تستوردها حاليا الجزائر بنسبة 100 بالمئة، بثمن باهض وبعملة صعبة.

وأوضح ان توقيع عقد انجاز المشروع سيكون في مارس 2023، في انتظار اختيار الشريك الاجنبي، علما ان السوق الوطني تحتاج توفير 40 ألف طن بينما سيوفر المشروع 100 ألف طن، أين سيتم تصدير الفائض وتعزيز الخزينة بالعملة الصعبة.

وتسعى سوناطراك -يقول لاما- لتفعيل بعض المشاريع لتوفير المادة الأولية التي تستعمل في كل الصناعات التحويلية في الجزائر، منها الصناعة الصيدلاانية، النسيج، الزراعة وغيرها، وتم حاليا ضبط 06 مشاريع منها 03 مشاريع ذات مجهود جزائري و03 مشاريع اخرى بشراكة اجنبية، منها مشروع بشراكة فرنسية لانتاج "البولي بروبيلان" بأرزيو ذات طاقة انااجية بحوالي 550 ألف طن من هذه المادة، المطلوبة جدا من الاسواق الجزائرية والعالمية.

بالاضافة إلى مشروع آخر في تركيا لانتاج نفس المادة وتسويقها في أوروبا، ومشروع ثالث بأرزيو لانتاج مادة الميتانول والأمونياك واليوريا لتطوير الزراعة في الجزائر.

واكد عمارة أن استراتيجية سوناطراك في مجال الصناعات البيتروكيماوية والتكريرية هي توفير المواد البيتروكيماوية للسوق الوطني وتوقيف استيرادها كأولوية، وكذلك توفير المواد الأولية البيتروكيماوية لفائدة الصناعة الجزائرية وبالخصوص لفائدة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتلبية احتياجات الشركات العاملة في الجزائر من المواد البيتروكيماوية بدل استيرادها.

وفي مجمل الحديث، تم التأكيد على النظرة الاستشرافية لسونارطاك تهدف إلى توجيه معظم الاستثمارات في الصناعات البيتروكيماوية لتلبية احتياجات السوق الوطنية والاستغناء عن الاستيراد.

وشدد المتحدث على ان المجمع وجه كل اهتماماته إلى تطوير الاقتصاد الوطني من اجل توفير العملة الصعبة، تطوير مجال البيتروكيمياء حاليا، اكتساب المهارات وخاصة من الشركاء الأجانب، وتكوين الاطارات الجزائرية في هذا المجال. 

من نفس القسم - إقتصـاد -