الجزائر تعيش تبعية غذائية عميقة لكنها قادرة على تحقيق الإكتفاء الذاتي على المدى البعيد

قال البروفيسور موحوش إبراهيم في الري الفلاحي بالمدرسة الوطنية العليا للفلاحة بالجزائر العاصمة، إن الجزائر تعيش تبعية غذائية عميقة ، داعيا الى بذل مجهودات كبيرة جدا لتخطي هذه التبعية.
 
وشدد البروفيسور خلال حديثه لإذاعة قسنطينة الجهوية اليوم الجمعة، على أن الجزائر قادرة على تحقيق الإكتفاء الذاتي على المدى البعيد و تقليص حجم الإستيراد للحبوب الذي هو المكون الأساسي لطعام الجزائريين بنسبة 70 %.
 
وأشار إلى ان هناك مجهودات كبيرة تقوم بها الدولة لتحسين المنتوج الفلاحي الوطني، لكن المشكل في تطبيق ماهو مطلوب على مستوى المزارع مثلا زراعة الحبوب تتطلب القيام 12 عملية قبل و أثناء و بعد الجني ، متأسفا لعدم احترام هذا المسار في الوقت المطلوب و بالعتاد اللازم.
 
ولفت المتحدث إلى ان الفلاح الذي لا يحترم المسار التقني الفلاحي لا يكون لديه مردود محترم، ورغم مجهودات الدولة في قطاع الفلاحة يبقى مستوى الإنتاج لا يرقى لما هو مطلوب، حيث ان مردود الحبوب لا يزال عند مستوى 17 قنطار في الهكتار و هذا المردود ضعيف جدا مقارنة بالأرقام العالمية.
 
ويرى موحوش أن كل ذلك يقودنا للتبعية الغذائية خاصة بالنسبة للحبوب و الزيوت و السكر و الحليب و التي تمثل حوالى 50 % من طعام الجزائريين لكن للأسف يستورد كله من الخارج، حيث أوضح أن 8.5 مليون هكتار هي المساحة المزروعة بالجزائر ، منها حوال 03 ملايين هكتار مخصصة للحبوب إلا أن المنتوج الجزائري يبقى في حدود 03 إلى 04 ملايين طن و هذا غير كاف فهو يمثل 30 % من إحتياجات الوطن.
 
واعتبر البروفيسور ان ذلك يجعل الجزائر من أكبر الدول التي لها تبعية غذائية بالنسبة لبعض المنتجات الفلاحية في مقدمتها الحبوب.
 
ويرى الاستاذ في الري الفلاحي أن نجاج الفلاحة بالجزائر يتطلب الإعتماد على الطرق العلمية لتسيير الزراعة التي للأسف نحن لا نزال نتهاون في الكثير من الأمور و الذي يؤثر مباشرة على المردودية.
 
وأضاف: "نحن اليوم بحاجة إلى التوجه صوب الزراعة الذكية ، مثلا الفلاح يمكن تسيير مزرعته عن بعد بالإعتماد على التكنولوجيا، وهو مطالب بإحترام المسار التقني للزراعة".
 
وشدد على ضرورة استخدام التقنيات الحديثة في الزراعة و تسييرها و تثمين المدخلات أهمها المياه و العتاد و الأسمدة، ملحا على ان كل طرق الفلاحة يجب ان تبنى على خلفيات علمية مثل البذر الذي يجب أن يحترم فيه التوقيت المحدد و المبادىء الأساسية للمزروعات بعيدا عن العشوائية، وكذا تحضير كل متطلبات المزروعات للقيام بالري التكميلي مثلا و تحضير العتاد اللازم قبل عمليات الزراعة.
 
وتابع يقول: "يجب ان يتماشى قطاع الفلاحة في الجزائر مع المستوى التقني المستعمل عالميا اليوم".
♦️
♦️
 

من نفس القسم إقتصـاد