بعد اقالة 03 من وزرائها.. أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية، ليز تراس، اليوم الخميس استقالتها من منصبها، بعد 45 يومًا من توليها المنصب، وهي أقصر مدة لأي رئيس وزراء بريطاني، وقالت"لا أستطيع الوفاء بالتزاماتي في ظل الظروف الحالية".
وتابعت:"أدرك أنه، في ضوء الوضع، لا يمكنني تنفيذ التفويض الذي انتخبت من قبل حزب المحافظين. لذلك تحدثت إلى جلالة الملك لإبلاغه أنني أستقيل من رئاسة حزب المحافظين ".
وقالت تراس "في ظل الوضع الحالي لا يمكنني إتمام المهمة التي انتخبني حزب المحافظين للقيام بها. لذا تحدثت إلى جلالة الملك لإبلاغه باستقالتي من زعامة حزب المحافظين".
فوضى.. احتجاجات واضرابات عامة في فرنسا
وبعيد إعلان استقالة تراس، عبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن أمله في أن تستعيد بريطانيا استقرارها بسرعة، رغم أن الفوضى والاحتجاجات والاضرابات التي تشهدها فرنسا أقوى من تلك المسجلة في بريطانيت.
تزداد حدة الغضب في فرنسا اعتراضاً على ارتفاع أسعار الطاقة وتدني الأجور، بسبب الدعم الأوروبي لأوكرانيا واستمرار الحرب الروسية، وبسبب الارتفاع الجنوني في فواتير الطاقة وأسعار السلع الرئيسية، انتفض الشارع الفرنسي في وجه ماكرون، الساعي لتمرير إصلاحات اقتصادية تهدف إلى رفع سن المعاش رغم الظروف القاسية التي تعاني منها بلاده، شأنها شأن باقي دول القارة الأوروبية.
ويخرج أكثر من 100 ألف فرنسي يوميا إلى الشوارع للمطالبة برفع الأجور لتتناسب مع ارتفاع تكاليف المعيشة، في مؤشر على الاضطرابات السياسية التي تواجه ماكرون والقادة الأوروبيين الآخرين.
اتساع رقعة الغضب في فرنسا
الاحتجاجات في فرنسا كانت قد بدأت منذ أسابيع بقيادة عمال التكرير في البلاد، وسرعان ما انضم لهم المعلمون وعمال السكك الحديدية وموظفو قطاع الصحة، ثم بدأت الإضرابات متزامنة مع مسيرات حاشدة في عشرات المدن، مما أدى إلى خنق إمدادات الوقود حول البلاد وتعثر نظام التكرير.
ونفد البنزين أو الديزل من حوالي 28% من محطات الوقود في البلاد. واصطفت طوابير طويلة أمام المحطات التي لا يزال لديها إمدادات الوقود، مع ارتفاع الأسعار بصورة حادة. كانت المسيرات سلمية في الأساس، لكن بعض المحتجين في باريس حطموا نوافذ المحال واشتبكوا مع الشرطة.
أزمة طاقة في ألمانيا
قال وزير الصحة الألماني كارل لوترباخ إن عددا كبيرا من المستشفيات قد يتم إغلاقه في البلاد بسبب ارتفاع التضخم وأزمة الطاقة.
وذكر لوترباخ بشأن أزمة الطاقة والتضخم الحالية أن "المستشفيات في وضع خاص إذا لم نستجب بسرعة وبشكل حاسم، فسيتم إغلاقها".
كما تسبب ازمة الطاقة في انسحاب نحو 39% من الشركات خارج المنافسة في بعض الأسواق، ولم تتمكن نصف الشركات من تنفيذ مخططاتها الاستثمارية التي كانت تنوي القيام بها.
وتواجه الحكومة الألمانية فواتير الأزمة الأوكرانية المتمثلة في ارتفاع معدل التضخم بشكل قياسي وزيادة الإنفاق المالي، وتعطل قطاع التصنيع، وانخفاض النمو الاقتصادي.
إسبانيا.. ارتفاع أسعار السلع والخدمات يدفع الشعب للتظاهر
يعقد قادة الاتحاد الأوروبي قمة تستمر يومين، في ظل وجهات نظر متعارضة حول ما إذا كان الاتحاد الأوروبي سيفرض سقفًا لأسعار الغاز، وكيف يمكن ذلك، لاحتواء أزمة الطاقة التي أججتها الحرب في أوكرانيا.
سيتم تسليط الضوء، في افتتاح القمة، على الحاجة إلى وحدة الاتحاد الأوروبي القوية في مواجهة روسيا.
انتقادات متبادلة
فقد تسببت الحرب في أوكرانيا والعقوبات المفروضة على روسيا بصدمة على صعيد أسعار النفط والغاز والكهرباء. لكن أوروبا تتحرك ببطء بسبب المصالح المتعارضة أحيانا للدول الأعضاء.
وتخشى آلاف الشركات الأوروبية على استمراريتها بسبب المنافسة من الولايات المتحدة وآسيا حيث ظلت الأسعار أقل ارتفاعا.
ففي ألمانيا وفرنسا ضمت تظاهرات مئات الآلاف احتجاجا على غلاء المعيشة. وتوقع دبلوماسيون عدة أن تكون المناقشات طويلة بين قادة الدول والحكومات.
وانتقدت وزيرة الانتقال البيئي في إسبانيا تيريسا ريبيرا صراحة عمل المفوضية الأوروبية في مقابلة مع وكالة فرانس برس.
وقالت إن "الاقتراحات لا تزال خجولة بعض الشيء لا نزال نفتقر إلى إجراءات ملموسة على غالبية المسائل. لقد بذل جهد فعلي منذ سنة لكن من المؤسف جدا أن نرى إلى أي درجة استجابة أوروبا للتحدي الذي نواجهه، بطيئة".
وخلال قمة براغ الأخيرة في مطلع أكتوبر، انتقد عدة قادة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين. واتهمها رئيس الحكومة البولندي ماتيوش كورافيتشي خصوصا بتمثيل المصالح الألمانية.
وقال الإيطالي ماريو دراغي وفق تصريحات نقلت إلى وكالة فرانس برس إن "سبعة أشهر من التأخر تسبب لنا ركودا".
إلا أن رئيسة المفوضية الأوروبية تواجه انقسامات بين الدول ال27 التي تعتمد مزيجا مختلفا من مصادر الطاقة. فبعضها يعتمد على النووي وأخرى على الغاز أو حتى الفحم لإنتاج الكهرباء.
وتنقسم هذه الدول أيضا حول مسألة تحديد سقف لسعر الغاز المستخدم لإنتاج الكهرباء. وتطبق آلية كهذه في إسبانيا والبرتغال حيث سمحت بتراجع الأسعار.
إلا أن ألمانيا تعارض ذلك فضلا عن دول شمالية عدة من بينها الدنمارك وهولندا المتحفظة على تدخل السلطات بالأسواق. وترى برلين أن تخفيض الأسعار اصطناعيا يضر بهدف الاقتصاد في استخدام الطاقة ويدفع إلى مزيد من الاستهلاك.
الشتاء مقبل
سيكون موسم البرد المقبل أيضًا في صدارة ومركز القمة بمقر الاتحاد الأوروبي، حيث سينخرط القادة بحرارة في محادثات يُتوقع أن تستمر حتى وقت متأخر من الليل، حيث لا يمكن التنبؤ بأي نتيجة بشأن نهج مشترك للطاقة.
وخرجت أسعار الغاز الطبيعي عن السيطرة خلال الصيف حيث سعت دول الاتحاد الأوروبي إلى المزايدة على بعضها البعض لتوفير احتياطياتها لفصل الشتاء.
وكثف الغرب بعد بدء العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، من ضغوط العقوبات على روسيا، مما أدى إلى زيادة أسعار الكهرباء والوقود والمواد الغذائية، فيما أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الى ان سياسة احتواء وإضعاف روسيا هي استراتيجية طويلة الأمد للغرب، والعقوبات وجهت ضربة خطيرة للاقتصاد العالمي بأسره.
كما تجسد الاضطرابات المسجلة في دول أوروبا اختباراً صعباً أمام الدعم الأوروبي لأوكرانيا في حربها ضد روسيا.