الغياب المتواصل لمحمد السادس ينذر بفوضى عارمة في المغرب

يبدو تداعيات الاختفاء المطول للعاهل المغربي محمد السادس وغيابه عن تسيير أمور المملكة، لم تعد مريحة للدوائر السياسية المغربية، ولا للمتابعين للشأن الداخلي في المغرب، ولا حتى على الشعب المغربي الذي بات يتساءل مؤخرا أكثر من أي وقت مضى عن الجهة التي تسير أمور البلاد في تواصل ظل غياب السادس.

  حيث تم انتقاد تغيب الملك عن البلاد بانتظام على الشبكات الاجتماعية، والدوائر الدبلوماسية تقلق بشأن ذلك لكنها صامتة، ما زاد من الأمر غموضا.

فالملك محمد السادس لم يظهر منذ عدة أشهر لا في المناسبات الوطنية لبلاده ولا في المناسبات الدولية التي دعي إلى حضورها، بعد أن تغيب عن القمة العربية بالجزائر، وقمة المناخ بمصر ومؤخرا حفل إفتتاح كأس العالم بقطر الذي دعي إليه أيضا، وما زاد من الأمر شكا، تغيب الملك إفتتتاح أشغال منتدى الأمم المتحدة لتحالف الحضارات المقام بالمغرب، والذي ظهر في مكانه وزير الخارجية ناصر بوريطة، بعد أن كان جزء كبير من الطبقة السياسية المغربية يتوقع حضور الملك محمد السادس في افتتاح المنتدى المقام في المملكة.

إن مشكلة اختفاء الملك محمد الساس عن الظهور أمام شعبه خلال المناسبات العامة والدولية أو في استقبال ضيوفه ، تعد جرس انذار انتبه الشعب المغربي على أصواته المزعجة، أين تزايدت الأصوات المنادية بالكشف عن حقيقة غياب الملك.

ففي خلال الأيام الماضية فقط، أصدر نظام المغرب، أمرا بمنع الوزير السابق محمد زيان من السفر للخارج، بعد تصريحاته التي قال فيها إن هناك قلقا كبيرا في الشارع بشأن وجود فراغ في السلطة، بسبب غياب الملك وتساؤلات حول من يدير البلاد.

وقال زيان وزير حقوق الإنسان السابق بالمغرب ومؤسس الحزب الليبرالي المغربي لصحيفة “انديبندنتي” الإسبانية:  “أؤكد أنهم منعوني بشكل تعسفي من مغادرة التراب الوطني”، وأضاف أنه علم بهذا الإجراء عندما كان يستعد للسفر إلى الخارج. وأبلغته الشرطة بوجود أمر قضائي بمنعه من السفر.

وتابع: كل هذه ضغوط. إنهم يسعون لتخويفي.. وأكدوا أن هناك عملية جديدة أخرى مفتوحة ضدي، لكنني لا أعرف المزيد “.

وكان الصحافي المغربي علي أنوزلا قد طرح أسئلة مماثلة في وقت سابق عندما قال "هل يحق لمحمد السادس، بكل ألقابه الملكية، أن يكون غائبًا في كثير من الأحيان ولفترة طويلة دون أن يعلن حتى عن التواريخ ومدة غيابه؟"؟

بدوره قال الصحافي عمر بروكسي"إن التساؤل حول غياب الملك محمد السادس وإقامته المتكررة في الخارج، ولا سيما في فرنسا، ليس انتهاكًا لحياة الملك الخاصةإنها ظاهرة غريبة في أعلى مستويات السلطة السياسية الملكية وهي بلا شك تؤثر في صورة السلطة وممارستها في المغربمن المشروع تمامًا أن يقوم المراقبون والمواطنون بتحليلها والتعليق عليها بحرية".

لذا، يضيف بروكسي، إن غياب الملك "يؤثر تأثيرًا مباشرًا في ممارسة السلطة لأن الناس يسألون أنفسهم، بشكل غريزي تقريبًا، إذا لم يكن الملك هنا إذن، فمن يتولى السلطة؟ ومن يقود البلد؟ ومن يتولى مسئولية اتخاذ القرار؟".

المؤشرات السابقة الذكر، إضافة إلى الوضع الاجتماعي المتدهور على كل المستويات بالمملكة ينذر بحراك شعبي غير محسوب العواقب.

 

من نفس القسم - أخبـار الوطن -