الأرندي: الخيارات الاستراتيجية للدولة الجزائرية فرضت منطقَ النّديّة في تعاملها مع الدول والحكومات

قال الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي “الأرندي”، الطيب زيتوني، إن التشويش على الجزائر لم ينجح بفضل خياراتها الإستراتيجية، والتي مكنت من تنظيم قمة عربية ناجحة وفرضت منطق الندية في التعامل مع مختلف الأطراف.

وقال، زيتوني: "إنّ ما شهدنَاهُ في شهر نوفمبر يـُحتّـم عليَّ مرةً أخرى -بل يستوجبُ منّي- التوقّفَ معكم عند تلك الظروف والتحدّياتِ الإقليمية التي واجهتها البلادُ عشيّةَ انعقاد القمة العربية الــ31، بالتشويش عليها تارةً والتشكيك في مسعى لم الشمل تارةً أخرى. .".

لكنّ الخياراتِ الاستراتيجيّةَ للدولة الجزائرية -يضيف زيتوني- مكّنت من تنظيم قمّةٍ عربيّةٍ ناجحةٍ وتوافقيةٍ عبّرت بصدقٍ عن انشغالات الشعوب العربية وآمالها، وفق مقاربةٍ واقعيةٍ وقابلةٍ للتنفيذ تضمّنها "إعلانُ الجزائر" الذي شدّد على محورية القضية الفلسطينية وإصلاح الجامعة العربية وتفعيل منظومة العمل العربي المشترك بما يحمي مصالح الأمة العربية ومستقبل مواطنيها.

ولفت المتحدث إلى أنّ هذه الخيارات الاستراتيجية فرضت منطقَ النّديّة في تعامل الجزائر مع الدول والحكومات، وأيضًا على مستوى التعاون الاقتصادي مع مختلف الأطراف بمبدأ تنويع الشركاء وتعدد الشراكات المـُربحة والخلاقة للثروة. وعليه، أشاد التجمع الوطني الديمقراطي عاليًّا باستعادة الجزائر مكانتها الريادية والإقليمية في العالم العربي وإفريقيا، تحت قيادة وتوجيهات رئيس الجمهورية.

كما أكد زيتوني أن الحزب رافع من أجل استقلالية القرار الاقتصادي وتشجيع الاستثمار مع ضرورة  عصرنةِ قطاعِ الفلاحة والتنميّةِ الريفيّةِ والمواردِ الصيديّة والصناعاتِ التحويليّة وتطويرِ خدماتِ السيّاحة والطاقاتِ المتجددة من أجل ترقيّة الصادرات وتقليصِ فاتورة الاستيراد. قائلا “نحيي الحكومة على تفاعلها مع عدة مقترحات سواء تلك التي قدمناها للرئيس مباشرة في مختلف اللقاءات المباشرة”. “أو تلك التي تقدمنا بها من خلال مجموعاتنا في السلطة التشريعية”.

وعن قانون المالية، أثنى الأمين العام للأرندي على ما حمله من تدابير جديدة، مؤكدا أنه يراعي الحفاظ على البعد الاجتماعي للدولة ويحمي القدرة الشرائية للمواطنين. مشيدا بقرارات الزيادة في الأجور والعاطلين وتحيين منح التقاعد باعتبار هذه أضخم ميزانية منذ الاستقلال. داعيا إلى استغلال الوفرة المالية من أجل فرص الاستثمار.

كما أشار زيتوني، إلى أن  “رغم التدابير الجديدة، فإن التوجس يضل قائما من استمرار  هاجس عجز الميزانية الذي بلغ حوالي 5900 مليار دينار”. “وهذا في غياب اسراتيجية تحدد بدقة مصادر تمويل هذا العجز”.

وبعد أن نوه بالمساعي الحثيثة للسلطات العمومية من أجل التكفّل بانشغالاتِ المواطنين، طالب الأرندي الحكومة ببذلِ المزيد من المجهودات وتوفير الظروف الملائمة والوسائل اللازمة لتحقيقِ النهوضِ الشامل وتعزيزِ مساراتِ التنمية الإنسانيّة المُستدامة من أجلِ رَفاهيّةِ الجزائريين وصَوْنِ مُستقبلِ الأجيال، كما طالب بإجراءاتٍ حادةً وقاسيّةً ومُستمرّةً لعلاج كافة الاختلالات التي أثقلت كاهل الدولة وأَرَّقـَـتْ المواطنين على مدار سنواتٍ.

ويرى الأرندي أن الرهانَ اليومَ ينبغي أن يرتكزَ على مواصلةِ الإصلاحات لتحسين المناخِ أمام مُجتمع الأعمال والاستثمار، لإرساءِ دعائمَ صلبةٍ لاقتصادٍ لا يَتأثّرُ بتقلّباتِ السّوق النفطيةِ ولا التحوّلاتِِ العالميّة.

من نفس القسم - سيـاســة وأراء -