"أسد العروبة" الأستاذ عثمان سعدي في ذمة الله

انتقل إلى رحمة الله، اليوم، المجاهد والكاتب عثمان سعدي عن عمر ناهز 92 سنة.

الراحل الذي غالبا ما يلقب بـ"أسد العروبة" شغل أيضا مناصب دبلوماسية خلال مسيرته الطويلة، كما كان رئيسا لجمعية الدفاع عن اللغة العربية.

الراحل الأمازيغي الحرّ من عرش النمامشة بولاية تبسةأمضى حياته مناضلا شرسًا في دفاعه عن الهوية الوطنيّة ضمن مبادئ ثورة نوفمبر، فقد دافع طيلة 60 عامًا عن العربية في الجزائر ضد التلويث الفرنسي والاستلاب اللغوي، مثلما أثبت بالبحث الأكاديمي عروبتها عبر التاريخ، بما فيهم المكوّن الأمازيغي، معتمدا على أكثر من ستين مرجعا نصفها غربيّ، بل كرّس جهوده في حقل العلوم اللسانيّة لإثبات الأصول الاشتقاقية لمفردات الأمازيغية.

 وأصدر كتابه “قضية التعريب في الجزائر” في طبعته الأولى من بيروت والقاهرة عام 1967، وصدر في الجزائر عام 1993.

كما شغل منصب سفير بدمشق وبغداد، أين كتب 255 قصيدة عصماء في الثورة الجزائرية، جادت بها قرائح 107 شاعر وشاعرة من العراق، أبرزهم محمد مهدي الجواهري، وبدر شاكر السياب، وعبد الوهاب البياتي، ونازك الملائكة، وغيرهم.

كما تمكّن خلال تمثيله بسوريا خلال سبعينيات القرن العشرين من جمع 199 قصيدة مماثلة في بطولات الجزائريين، مقروضة من 64 شاعرا وشاعرة، من أمثال سليمان العيسى، ونزار قباني وغيرهم.

وفيما يلي سيرة الراحل: 

عثمان سعدي من مواليد 1930 بدوار ثازبنت ولاية تبسة، هو كاتب ودبلوماسي جزائري، ناضل منذ شبابه المبكر في حزب الشعب الجزائري، وانخرط في صفوف جبهة التحرير الوطني منذ تأسيسها وعمل في ممثليها بالمشرق العربي.

هجر المدرسة الفرنسية بعد مجازر 8 ماي 1945. متخرج من معهد عبد الحميد بن باديس بقسنطينة عام 1951، حاصل على الإجازة في الآداب من جامعة القاهرة سنة 1956 والماجستير من جامعة بغداد سنة 1979 والدكتوراه من جامعة الجزائر سنة 1986.

مناضل في جبهة التحرير الوطني منذ تأسيسها وأمين دائم لمكتب جيش التحرير الوطني بالقاهرة في أثناء الثورة المسلحة، رئيس البعثة الديبلوماسية بالكويت 1963 ـ 1964، قائم بالأعمال بالقاهرة 1968 ـ 1971. سفير في بغداد 1971 ـ 1974 ثم سفير في دمشق 1974 ـ 1977.

شغل عضوا بمجمع اللغة العربية الليبي في طرابلس ـ ليبيا، ثم عضو المجلس الشعبي الوطني من 1977 إلى 1982، عضو باللجنة المركزية لجبهة التحرير الوطني من 1979 إلى 1989، رئيس الجمعية الجزائرية للدفاع عن اللغة العربية منذ عام 1990.

أشرف الراحل على إصدار كتاب: "الجمعية الجزائرية للدفاع عن اللغة العربية: خمس عشرة سنة من النضال في خدمة اللغة العربية، طبع الجزائر سنة 2005 ". وهو المدير المسؤول على مجلة "الكلمة" لسان حال الجمعية.

الراحل شغل رئيس لجنة الإشراف العلمي على إعداد المعجم العربي الحديث، الذي تبنى إصداره الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي بالثمانينيات، ولم يكتب له الصدور. انتخب عن دائرة تبسة نائبا بالمجلس الشعبي الوطني (1977 - 1982). كما انتخب من المؤتمر الرابع لحزب جبهة التحرير الوطني (1979) عضوا للجنة المركزية.

حاصل على جائزة أهم مؤسسة فكرية عربية وهي مؤسسة الفكر العربي سنة 2005، وعلى جائزة الريشة الذهبية لبلدية سيدي امحمد بالجزائر. ينتمي الدكتور عثمان سعدي إلى أكبر قبيلة أمازيغية وهي قبيلة النمامشة، وهو يملك العربية والأمازيغية. عندما أصدر كتابيه عروبة الجزائر عبر التاريخ (1983) والأمازيغ عرب عاربة (1996)، أورد بهما مختصرين لغويين يؤكدان عروبة اللغة الأمازيغية.

من نفس القسم فـنون وثـقافـة