تعزيز العلاقات مع الصين يساهم في بروز عالم متعدد الأقطاب

أكد الوزير الأول، أيمن بن عبد الرحمان، أن تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين العالم العربي والصين من شأنه أن يسهم في بروز عالم متعدد الأقطاب بعيدا عن السياسات الأحادية ومساعي الهيمنة.

وأوضح أيمن بن عبد الرحمان في كلمة خلال مشاركته ممثلا لرئيس الجمهورية, عبد المجيد تبون, في القمة العربية-الصينية الأولى للتعاون والتنمية, أنه "في ظل حالة الاستقطاب التي يعيشها النظام الدولي وعجز الأمم المتحدة عن حل الأزمات في منطقتنا وفي العالم, فإن تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين العالم العربي والصين, من شأنه أن يسهم في بروز عالم متعدد الأقطاب بعيدا عن السياسات الأحادية ومساعي الهيمنة".

وتابع قائلا بأن اجتماع اليوم "يحملنا على استذكار التواصل بين الحضارتين العربية والصينية الضاربة جذورها في أعماق التاريخ, حيث ارتبط الجانبان بعلاقات امتدت على مدى أكثر من 2000 سنة, عبر طريق الحرير برا وبحرا وكان السلام والانفتاح والتسامح والتعاون سمة بارزة للتواصل بين الجانبين".

وأضاف الوزير الأول بأن هذا اللقاء يأتي في "موعد متجدد مع التاريخ لنواصل تعميق التعاون بين الجانبين, والذي عرف خلال السنوات الأخيرة قفزة نوعية, بلغت معها معدلات التبادل التجاري والاستثمارات البينية مستويات قياسية, جعلت من الصين الشريك التجاري الأول للدول العربية, التي أصبحت بدورها سابع شريك تجاري للصين, وموردها الأول من النفط الخام".

وأضاف بأن هذه الشراكة "انتقلت إلى مرحلة جديدة عبر تأسيس "منتدى التعاون العربي-الصيني" سنة 2004, كإطار شامل للتعاون الجماعي, مدعوم بآليات سياسة واقتصادية واجتماعية, تلاها تجاوب الدول العربية مع المبادرة الصينية "الحزام والطريق" وانخراطها في مشاريعها".

وواصل قائلا :"إننا نؤكد دعمنا لهذه المبادرة لاعتمادها على برامج إنمائية في مجالات البنى التحتية الأساسية والاتصالات والطاقة, وهو ما من شأنه خلق ترابط وتشابك بين اقتصاداتنا وانسيابية أكثر لمبادلاتنا التجارية وفضاء أرحب لاستثماراتنا المشتركة".

و على الصعيد الثنائي, أكد الوزير الأول بأن الجزائر والصين ترتبطان ب "علاقات تاريخية واستراتيجية, تمتد إلى ثورة التحرير الجزائرية, حيث كانت الصين أول دولة غير عربية تعترف بالحكومة المؤقتة سنة 1958, كما يتقاسم البلدان وجهات النظر إزاء العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك, ويتبادلان الدعم الثابت حول المسائل التي تخص المصالح الجوهرية والاهتمامات الكبرى لكل منهما".

وذكر في هذا السياق, بأن مسار التعاون بين البلدين "تكلل بتوقيعهما على الإعلان القاضي بإقامة علاقات شراكة استراتيجية شاملة سنة 2014, كما اعتمدا الخطة الخماسية الثانية للشراكة الاستراتيجية الشاملة (2022-2026), وتم التوقيع في الأيام القليلة الماضية على الخطة التنفيذية للبناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق التي انضمت إليها الجزائر سنة 2018, والخطة الثلاثية 2022-2024 للتعاون في المجالات الهامة".

وأشار في هذا الشأن, إلى أن "التوقيع على هذه الوثائق أياما قبل انعقاد قمتنا هذه, يعكس الرغبة المشتركة للجزائر والصين في خدمة وتعزيز التعاون الشامل والمثمر بين العالم العربي وجمهورية الصين الشعبية".

 

من نفس القسم - إقتصـاد -