ساند الجزائر ضد الاستعمار واستقر بها.. وفاة "المزوّر الشريف" كامينسكي

سارة.ب-وكالات

توفي اليوم الثلاثاء، الرسام والمصور الأرجنتيني أدولفو كامينسكي المعروف ب"المزور الشريف" في العاصمة الفرنسية باريس عن عمر ناهز 97 عاما.

وأكدت خبر وفاة كامينسكي وكالة الصحافة الفرنسية نقلا عن ابنته.

ويعد كامينسكي اسما بارزا في مجال تزوير المستندات الرسمية، والذي أسهم في محاربة النازيين وثورة التحرير الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، ويعتبر من أشهر مزوري الوثائق في القرن العشرين.

ولد أدولفو كامينسكي في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس في عام 1925 لوالدين من أصول روسية، وفي عام 1932، رحلت عائلته الفقيرة لتستقر في فرنسا، وحصل كامينسكي على الشهادة الابتدائية وعندما أصبح عمره 14 عاما اضطر للعمل في مصبغة أقمشة.

قتلت والدته برصاص الجنود الألمان وعمره 15 عاما وتزامن ذلك مع اندلاع الحرب العالمية الثانية

ووضع خبراته في التزوير تحت تصرف مختبر سري لتزوير الوثائق لصالح الجيش الفرنسي ضد الألمان، واستثمر معرفته بالكيمياء والحفر الضوئي في تعلم كيفية إزالة الحبر الأزرق من الأوراق الرسمية، ما ساعده في إنقاذ حياة آلاف العائلات اليهودية في فرنسا خلال الحرب العالمية الثانية.

كما شارك مع قوات الثورة الفرنسية في حرب التحرير وتم تكريمه بعد النصر، لكن بعد الحرب انقلب كامينسكي على الفرنسيين لسياساتهم في الهند الصينية والجزائر.

وذهب كامينسكي إلى الجزائر، وشارك جيش التحرير في وقوفهم بوجه الاستعمار الفرنسي، حيث زوَّر آلاف الوثائق للمطلوبين الجزائريين.

وبحسب صحيفة "ذا نيويورك تايمز" الأميركية، فقد تزوج "المزور الشريف" من جزائرية من الطوارق، وأنجب منها 3 أطفال بينهم سارة، الممثلة وكاتبة السيناريو والمؤلفة.

أقام في الجزائر في الفترة الممتدة بين 1970 لغاية 1980 تحت حماية الدولة الجزائرية، بعد محاولة مخابرات نظام الأبارتايد -الفصل العنصري- في جنوب أفريقيا اغتياله بسبب مساندته ودعمه للنضال ضد التمييز العنصري.

وفي عام 2009، أصدرت ابنته سارة كامينسكي مذكراته في كتاب بعنوان "أدولفو كامينسكي، حياة مزور".

من نفس القسم أخبـار الوطن