بغض النظر عن اهتمام رئيس الجمهورية البالغ بقطاع الفلاحة ومنتسبيه، تحديدا، وتلك مسلمة من المسلمات لديه، بدليل التطور الملحوظ الذي حققه القطاع في ظرف ثلاثة سنوات، بمساهمة في الناتج المحلي الخام بلغت نسبتها 14.7 في المائة، إلا أن الجزائريات والجزائريين داخل الوطن وخارجه، الذين تعودوا على رئيس خطيب، له قوة الاسترسال وقدرة الإقناع، صاروا يهتمون أيضا بخطاباته، لعنايته الشديدة بالتفاصيل التي وضعته في مركز الأمين، قولا وفعلا، على معيشة المواطن والاهتمام براحته، كونها أولوية قصوى.
تلك التفاصيل التي لا يهملها رئيس الجمهورية في خطاباته، نابعة من شعوره العميق بثقل الثقة التي وضعها فيه الشعب الجزائري عندما انتخبه رئيسا في 12 ديسمبر 2019 ، فتجده يعمل جاهدا بكل قواه وبلا هوادة، مع رجال الدولة المخلصين، على عدم زعزعة هذه الثقة التي تشكل رأسماله، مهما حصل من ظروف، وهذا ما يؤكد بحث الرئيس في كل أمر يخص شؤون المواطنين بشكل خاص، وعدم اكتفائه بالعناوين العريضة.
والشواهد في هذا المقام كثيرة ولا حصر لها، فاللقاءات الإعلامية الدورية لرئيس الجمهورية مع ممثلي الصحافة الوطنية، على سبيل المثال، عينة تبرز كيف يكون فيها وبدقة متناهية ملما بكل التفاصيل التي تخص القدرة الشرائية وأجور العمال ومشاريع الشباب خصوصا، وانشغالات الشركاء الاجتماعيين والمتعاملين الاقتصاديين، فتنصب توجيهاته وتعليماته في اتجاه التعديل والتدارك والتصحيح، وأحيانا التقويم، لبعض سياسات المسؤولين والمسيرين، حتى تتوافق مع متطلبات المواطنين، وتماشيا مع الالتزامات ال54 التي تعتبر حجر الزاوية في إطار البناء المتواصل للجزائر الجديدة.