أحلام المخزن تتبخر بين خطاب الرئيس تبون وتقرير الخارجية الأمريكية

المصدر- محمد.قلاتي

بات الشعب الصحراوي بقيادة جبهة البوليزاريو مؤخرا يحقق انتصارات دبلوماسية هامة على مستوى الهيئات الأممية، ونيل اعترافات جديدة على أعلى مستوى، تركت صدمة غير مسبوقة لدى نظام المخزن المحتل.

بالأمس فقط، تم نشر كلمة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون كوثيقة رسمية في مجلس الأمن الدولي للاسترشاد بالنقاشات، وهي الكلمة التي القاها خلال النقاش رفيع المستوى لمجلس الأمن للأمم المتحدة حول مكافحة الإرهاب ومنع التطرف العنيف المؤدي الى الإرهاب من خلال تعزيز التعاون بين الأمم المتحدة والمنظمات والآليات الإقليمية.

ومما أثار صدمة لدى نظام المخزن أن كلمة الرئيس تبون تضمنت ضرورة الفصل بين الجماعات الارهابية والحركات التحررية، حيث جاء في كلمة رئيس الجمهورية أن "ما تواجهه إفريقيا هو تهديد عالمي لا يعترف بالحدود ولا يرتبط بأي دين أو عرق أو جنسية، مثلما لا ينبغي بأي حال من الأحوال مساواته بالنضال المشروع للشعوب الرازحة تحت الاحتلال من أجل استرجاع حقوقها المسلوبة، وعلى رأسها حقها غير القابل للتصرف أو التقادم في تقرير المصير والاستقلال على النحو المنصوص عليه في قرارات الشرعية الدولية”.

خطاب الرئيس تبون المعتمد كوثيقة رسمية لدى مجلس الأمن الدولي، تزامن مع تقرير وزارة الخارجية الأمريكية الأخير الخاص بحقوق الإنسان سنة 2022، الذي وصف جبهة البوليزاريو بـأنها “حركة تحرير” وليست “منظمة إرهابية” كما كان يأمل نظام المخزن المغربي المحتل، حيث تأكد بذلك تراجع واضح من ادارة بايدن عن تغريدة ترامب وتبنّ للموقف الأممي من القضية الصحراوية.

الخطوة الامريكية الجديدة ليست "بالجديدة أصلا"، فقد سبقتها خطوات أخرى منها رفض فتح قنصلية في مدينة العيون أو الداخلة المحتلّتين، وتجنّب توسيع المشاركة في مناورات “الأسد الإفريقي” إلى الأراضي الصحراوية المحتلة والاكتفاء بالأراضي المغربية ما دفع مسؤولا رفيعا وهو محمد صالح التامك، المندوب العامّ لإدارة السجون بالمغرب، إلى التعبير عن شعوره البالغ بخيبة الأمل من “تراجع الولايات المتحدة بشكل غامض عن موقفها”، مشيرا الى أن " تقريرها الأخير خيب آمال المملكة المغربية"، قبل ان يضيف بالقول "يبدو أن الولايات المتحدة تنوي خذلان حليف تقليدي مخلص”.

فمن خلال تصريح "التامك" يتأكد أن نظام الاحتلال المغربي يعي جيدا أن تطبيعه مع الكيان الصهيوني من اجل فرض احتلاله للصحراء الغربية بدعم من تغريدة امريكية على تويتر هو مجرد "حلم وتبخر"، وحتى الوهم الذي ما فتئ المخزن نفثه على شعبه "المغيّب" حول كسب موقف الولايات المتحدة وأنه سيقوم بدعم من اللوبي اليهودي المغربي، بالرمي بثقله لعزل البوليزاريو دوليًّا ودفنه فقد تبخر هو كذلك.

ففي الأخير، فإن البوليزاريو تنتصر وتنال اعترافات دولية جديدة ودعم غير مسبوق، في المقابل يتلقى الاحتلال الصدمة تلو الأخرى حتى من أقرب "حلفائه"، أين سيجد نفسه في موقف حرج أمام المجتمع الدولي بسبب ممارساته الإرهابية ضد الشعب الصحراوي وتسلطه حتى على شعبه وانتهاكه لحقوق الانسان في المغرب وعلى الاراضي الصحراوية المحتلة. 

فما كان يراهن عليه المغرب لتصنيف البلوليزاريو جماعة ارهابية فقد تبخر من خلال اعتماد كلمة الرئيس تبون لدى مجلس الأمن التي دعت إلى التفريق بن الارهاب وحركات التحرر وكذا تقرير وزارة الخارجية الامريكية الذي وصف البلويزاريو بالحركة التحررية.

من نفس القسم أخبـار الوطن