
جمعية العلماء المسلمين تكتب: القطـة التي هزمت "الدراما الفاسدة"..
القطـة التي هزمت "الدراما الفاسدة"...واجتاحت صورها وسائل الإعلام العالمية
ما الذي يمكن أن نقوله بشأن القطة (الجزائرية) !مع الإمام وليد وقد حققت لقطات قليلة من مشهد قصير، في مسجد أثناء صلاة التراويح ما " ألهب" المواقع الإعلامية، والقنوات، ووسائط التواصل الاجتماعي ، حيث لفّت اللقطات الكرة الأرضية من مشرقها إلى مغربها في ساعات قليلة جدا، وعلّقت كبريات مؤسسات الإعلام والقنوات (سي أن أن ـ بي بي سي ـ رويترز ـ أورو نيوز ..الجزيرة(الانكليزية) ...ومئات غيرها من المؤسسات الإعلامية، على اختلاف مشاربها واتجاهاتها .أما مواقع التواصل فحدّث ولا حرج .
نعم ما الذي يمكن أن نقوله ؟
1- إذا كانت العبرة بـ"الكم" ، والبعض يتفاخر ـدائما بالكم ّ ـ ...فإن لقطة الإمام والقطة حققت ملايين المشاهدات ومئات الآلاف من التعليقات .ذكرت بعض المواقع رقم 1مليار مشاهدة.
2ـ إذا كانت العبرة بالكيف ، فليس ثمة أروع ولا أجلّ من القرآن الكريم الذي كان يُتلى في مشهد تراويحي رائع ، بصوت جميل يسري في الأرواح .وكأن المُراد هو إسماع وإيصال صوت القرآن لكثير من البشر، في مختلف القارّات ، مسلمين وغير مسلمين ، وفي ذلك ما فيه من الحِكَم لذوي الأبصار، بل كأن فيه بيانَ تقصير المسلمين، حكّاما ، ودعاة وعلماء في ذلك، أي كسلهم وتقصيرهم في إيصال القرآن الكريم إلى الناس ، في كل مكان ،
3ـ وإذا كانت العبرة بالقيّم والأخلاق ؛ فقد كانت رسالة قوية للغاية عن منظومة أخلاق الإسلام كـ : الرفق وهو خُلق عظيم ، والرفق بـ(بالحيوان) أيضا، والرأفة، والحنوّ، واللطف، والمحبة ،
وهو ما استرعى اهتمام الآلاف من المعلّقين الذين أثنوا على "أخلاق الإمام "وحنانه .
4ـ وإذا كان العبرة بالانتشار والرواج فإن مما ينبغي الانتباه إليه جيدا ...أن نأخذ في الحساب ـ دائمـا ـ مسألة القَبول الذي هو سرّ ٌ نحتاج إلى تحقيقه بالصدق، والنيّة، والصفاء والإخلاص.وذلك أدعى للتأثيرالحقيقي ، أما الرواج "المصنّع " بالتزويق والترويق فما يلبثُ أن ينقشع ويختفي ويزول.
5ـ لكن ضمن العبرما أشارت إليه مدوّنة مصرية كتبت منشورا بعنوان
"القطة الجزائرية التي هزمت الدراما في مصر" ؛
حيث كتبت تقول (بالعامية ):
" القطة في الجزائر بالمشهد القصير جدا اللي قامت بيه، انتصرت على أشهر تلات مسلسلات في شهر رمضان بمصر هذا العام، وقالت لهم بطلوا أكاذيب، لأن الإسلام أكثر رفقا بالحيوان، فما بالكم بالبشر..
القطة انتصرت على مسلسل سره الباتع اللي خالد يوسف بيحاول فيه النيل من الإسلام بأسلوب مبطن، أبرزها الجملة الساخرة «وجاء الخليفة ليخلصنا من الرومان."
القطة انتصرت على مسلسل حضرة العمدة اللي كتبه ابراهيم عيسى، علشان يقول للناس إن الاسلام يقسو على البشر ويقيد حريتهم..
القطة انتصرت على مسلسل رسالة الامام، اللي بيقدمولنا الإمام الشافعي في استايل يتناسب معاهم، علشان يقولنا خدوا ده لطيف وكيوت وهنحبه معاكم، مع إن كلامه كله منقول من ضهر التوكتوك..
لا أقول الشيخ وليد مهساس هو من انتصر على دراما رمضان، لكنها القطة من انتصرت، فالشيخ وليد مهساس أرقى وأعظم من الدخول في تلك المقارنه"
6ـ يمكن الاستنتـاج أيضا أن المشهد مثّل ما يُشبه العملية الجراحية الناعمة لتعديل صورة ما ، حيث سُوّقت صورة جزائر القرآن ، وجزائر الصالحين على أوسع نطاق ،وقد سُجّل ثناء كبير ـ في التعليقات ـ على الجزائر.
6ـ ـ مازالت ثمة عبَر وعظات كثيرة ...يمكن الاهتداء إليها من خلال بعض التعليقات الوازنة الرزينة العميقة .بالمناسبة التعليقات تكشف معدن الإنسان وطبيعته وعفويته.
-مقال لجمعية العلماء الجزائريين المسلمين-