بسبب السياسية الأمنية للاتحاد الأوروبي.. مهاجرون يعودون على أعقابهم إلى جحيم صحراء

محمد.ب-المصدر وكالات

كل أسبوع، ينتهي المطاف بمئات المهاجرين الغير شرعيين الذين تعيدهم السلطات الجزائرية إلى أساماكا، أول قرية على حدود مع النيجر، يصلون إليها بعد مسير أيام في الصحراء.

وفي هذه القرية الصغيرة النائية، بلغ عدد هؤلاء المهاجرين القادمين من عدة دول على غرار مالي وغينيا وسوريا وبنغلادش وساحل العاج وغيرها أكثر من 4500 مهاجر.

فمركز العبور الذي تديره منظمة الهجرة الدولية، لم يعد قادرا على استيعاب سوى ثلث المطرودين. فالمهاجرون من جنوب الصحراء يفتقرون إلى الطعام والماء وكل شيء تقريبًا.

واصبحت منطقة أغاديز في النيجر عنق زجاجة للمهاجرين ونقطة تفتيش للسلطات التي حظرت ، بالاتفاق مع الاتحاد الأوروبي ، جميع مساعدات الهجرة. ونتيجة لذلك ، يتم منع الهجرة الأفريقية أيضًا ، مما يزعج الاقتصادات المحلية في نفس الوقت.

فعند وصول المهاجرين لأساماكا، نقطة العبور تلك، لن يتم الاعتراف بهؤلاء كمهاجرين من قبل منظمة الهجرة الدولية، وبالتالي لا حل سوى دفع تكاليف ترحيلهم إلى بلدانهم الاصلية.

خزانات المياه فارغة ووجبات الطعام غير كافية والملاجئ نادرة في أسامكا، بينما تصل درجة الحرارة أحياناً إلى 48 درجة مئوية خلال النهار. ويصطف آلاف الأشخاص أمام الجدران أو تحت أقمشة بحثاً عن الظل. 

طرد المهاجرين من الجزائرليس بالأمر الجديد:

إن طرد المهاجرين من جنوب الصحراء الكبرى ليس بالأمر الجديد في الجزائر، فمنذ الثمانينيات ، بدأت الحكومة الجزائرية في ترحيل مهاجري جنوب الصحراء بشكل جماعيفي اطار اتفاقيات موقعة مع حكومات هؤلاء المهجرين، تم توقيعها سنة 2014 ، أين أبرمت الجزائر اتفاقية ترحيل مع النيجر، تهدف إلى ترحيل المهاجرين النيجيريين الذين يعيشون عبر التسول.

وتعتبر حكومة النيجر أن هؤلاء المهاجرين يقدمون صورة سيئة عن بلدهم. لذلك وافقت على توقيع اتفاقية الترحيل إلى الوطن.

بدأ التعاون بشأن الهجرة مع الاتحاد الأوروبي في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين ، في سياق أصبحت فيه قضايا الهجرة هذه بين إفريقيا وأوروبا مركزية بالنسبة للسلطات الأوروبية التي تسعى لإدارة ملف الهجرة في إفريقيا وزيادة الضوابط ضد هؤلاء المهاجرون الذين يعبرون الصحراء قصد الوصول إلى أوروبا. 

الاتحاد الأوروبي مسؤول

تواصل ارتفاع عدد المهاجرين المرفوضين على أبواب النيجر منذ بداية العام. وقالت منظمة أطباء بلا حدود إنه "وضع غير مسبوق". ومن الحدود الجزائرية إلى أغاديز عاصمة المنطقة الواقعة على بعد 350 كيلومتراً، تعاني جميع مراكز العبور من الازدحام. أما الطرق المؤدية إلى الجنوب فتواجه خطر الجماعات الجهادية مما يدفع إلى استئجار رحلات طيران مكلفة لإعادة المهاجرين إلى بلدانهم الأصلية.

وتؤدي أزمات أمنية وإنسانية أخرى إلى حشد المساعدات في أماكن أخرى. وتُعتبر الجهة المانحة الرئيسية لمنظمة الهجرة الدولية في المنطقة هي الاتحاد الأوروبي الذي يمول معظم الرحلات الجوية، التي تعيد المهاجرين إلى بلدانهم الأصلية.

وقالت المنظمة غير الحكومية المحلية إن المنظمة الدولية "تلعب دورا رئيسياً في سياسة دول الاتحاد الأوروبي، بنقل الحدود إلى الأراضي الأفريقية"، وذلك حرصاً على إبعاد ضغوط الهجرة عن القارة الأوروبية.

من نفس القسم أخبـار الوطن