
هل توسع الصراع الروسي الغربي إلى صربيا وكوسوفو؟
يبدو أن الصراع الروسي الغربي توسع من أوكرانيا إلى كوسوفو، اثر تصاعد التوتر في بلدة شمال كوسوفو يقطنها الصرب، اتهمت على اثره بريشتينا سلطات بلغراد بالتصعيد، في حين وصفت الولايات المتحدة إجراءات كوسوفو بالتصعيد غير الضروري وتعهدت روسيا بدعم صربيا.
وتأزمت الاوضاع في المنطقة على اثر اشتباك بين الصرب في بلدية زفيتشان شمال كوسوفو مع شرطة كوسوفو الذين كانوا يحاولون مساعدة عمدة البلدة لدخول مكتبه .
وذكرت وسائل إعلام محلية أن شرطة كوسوفو أطلقت قنابل الغاز المدمع على الحشود التي تجمعت أمام مبنى البلدية.
في مقابل ذلك، حمّل كبير الموظفين في رئاسة كوسوفو بيلريم فيلا صربيا مسؤولية التصعيد في المناطق الشمالية من كوسوفو. وقال في تغريدة على تويتر إن أي محاولة تسلل لعسكريين صرب في زي مدني إلى شمال البلاد ستعرض السلام والاستقرار في المنطقة للخطر، واتهم النظام الصربي بتصعيد الوضع لضمان بقائه.
ويشير محللون وخبراء متابعون للملف، إلى قرب اندلاع حرب جديد في منطقة البلقان، ستلقى دعما من الغرب بقيادة الولايات المتحدة الامريكية لكوسوفو ودعما من روسيا لصربيا.
وحسب المحللين، فإن الحرب ليست مستبعدة خصوصاً في سياق حرب أوكرانيا. حيث يخوّف بعضهم من اشتعال البلقان من جديد إذا ما قرّر الصرب الاستفادة من "انتصار روسي" حاسم وسريع في كييف للانتقام من خصومهم في البلقان، من كوسوفو إلى البوسنة والهرسك، وصولاً ربما إلى كرواتيا والجبل الأسود.
ويعتقد المحللون أن صمود المقاومة الأوكرانية جنّب حرباً صربية ضدّ كوسوفو.
الجيش الصربي في حالة تأهب قتالي قصوى
وعلى اثر ذلك أمر الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش وضع جيش بلاده في حالة تأهب قتالي قصوى وأمر وحداته بالاقتراب من الحدود مع كوسوفو.
إدانة أميركية أوروبية
وبعدها سارعت الولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وبريطانيا في بيان مشترك في إجانة قرار حكومة كوسوفو الدخول بالقوة لمباني البلدية في شمال كوسوفو، ودعاها للتراجع فورا ووقف ما وصفوه بالتصعيد، وحثوها على التنسيق مع البعثة الأوروبية.
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قال في وقت سابق إنه يدين بشدة الإجراءات التي اتخذتها حكومة كوسوفو للوصول إلى مباني البلدية في شمال كوسوفو بالقوة. وأضاف أن هذه الإجراءات اتخذتها كوسوفو ضد نصيحة الولايات المتحدة وشركاء كوسوفو الأوروبيين.
وأشار بلينكن إلى أن هذه الإجراءات أدت إلى تصعيد التوترات بشكل حاد وغير ضروري، كما أسهمت في تقويض الجهود للمساعدة في تطبيع العلاقات بين كوسوفو وصربيا، موضحا أنه ستكون لها عواقب على علاقات الولايات المتحدة مع كوسوفو.
وأدان كذلك الاتحاد الأوروبي الاشتباكات بين المتظاهرين والشرطة شمال كوسوفو، وشجب الهجمات على دوريات البعثة المدنية للاتحاد الأوروبي.
روسيا تؤكد دعمها صربيا في الدفاع عن سيادتها ووحدة أراضيها
في المقابل، أكدت روسيا على لسان مدير الدائرة الأوروبية الرابعة بوزارة الخارجية يوري بيليبسون ، أن موسكو ستواصل دعم صربيا في الدفاع عن حقوقها الشرعية وسيادتها ووحدة أراضيها .
وقال بيليبسون في تصريحات له " من الضروري أن يكون كل قرار بشأن كوسوفو مقبولا بالنسبة للصرب وموافقا عليه من قبل مجلس الأمن الدولي".
وأضاف "سنواصل دعم بلغراد في الدفاع عن حقوقها الشرعية وسيادة ووحدة أراضيها .. ليست لدينا أسباب للشك في ثبات قيادة صربيا عندما يدور الحديث عن حماية المصالح الوطنية ".