اهتمام أوروبي كبير بالبرنامج الجزائري لتطوير الهيدروجين

أشار المشاركون في ورشة عمل لخبراء حول تطوير الهيدروجين المتجدد نظمت اليوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة إلى الإمكانيات الكبيرة و المؤهلات التي تزخر بها الجزائر مما يسمح لها بأن تصبح فاعلا إقليميا مهما في هذا المجال.

وفي كلمة له خلال أشغال هذه الورشة التي نظمتها وزارة الطاقة والمناجم مناصفة مع الاتحاد الأوروبي بالمركز الدولي للمؤتمرات "عبد اللطيف رحال"، أكد الأمين العام للوزارة عبد الكريم عويسي أن " الجزائر تتوفر على مؤهلات عديدة لتصبح فاعلا إقليميا كبيرا في مجال تطوير الهيدروجين سيما الأخضر منه".

ومن بين هذه المؤهلات، ذكر المتدخل الموقع الجغرافي للجزائر وشساعتها و تمتعها بأحد أهم الحقول الشمسية في العالم و قربها من الأسواق الأوروبية و شبكاتها وهياكلها القاعدية الخاصة بالنقل التي تمثل " امتيازات هامة".

وأكد الأمين العام لوزارة الطاقة والمناجم، على أنّ الهدف من الورشة هو وضع شراكة في مجال ترقية هذا الفرع الجديد ضمن برنامج تطوير وتنويع المزيج الطاقوي للجزائر، والاستفادة من الإمكانيات العديدة التي تزخر بها الجزائر بهذا الخصوص، لاسيما ما تعلّق بالنسيج الصناعي المتطور، والبنية التحتية بفضل شبكة الغاز والمواد الطاقوية.

كما أشار الأمين العام إلى حجم الاستثمارات المعتبرة في هذا الإطار، كخطوة نحو التصدير إلى الخارج، وذكر في السياق الاستفادة من الخبرة الكبيرة للجزائر في القطاع الطاقوي لتحقيق الأهداف المقررة، كما أوضح أنّ أعمال هذه الورشة تركز على الأبعاد التقنية، من أجل دراسة كل الجوانب لصناعة الهيدروجين، تحضيرا للإطار القانوني المقرر أنّ يوضع، بالإضافة إلى دراسة سوق الهيدروجين وطبيعتها مستقبلا، مضيفا أنّ التعاون مستمر مع الاتحاد الأوروبي، إلاّ أنّ الجزائر لها أجندتها الخاصة في هذا المجال، مشيرا إلى خارطة الطريق التي تقوم على ثلاث مراحل أساسية تنطلق من 2030 إلى غاية 2050، وتبدأ عبر إطلاق المشاريع النموذجية.

ومن جهته، كشف المدير العام للاستشراف لوزارة الطاقة والمناجم، ميلود مجلد، على التحضير لهذه المرحلة من كل الجوانب، حيث تعكف الدوائر الوصية بالوزارة حاليا على دارسة كل المعطيات المحيطة بالسوق لوضع الإطار القانوني المناسب، لانتاج الهيدروجين وتسويقه دوليا أيضا.

وأكد مجلد، على سعي الجزائر إلى ترجمة برنامجها للانتقال الطاقوي، وما يتعلق بتطوير شعبة الهيدروجين كونه أحد الفروع التي تضمن المزيج الطاقوي للبلاد، من خلال التركيز أيضا على تكوين الموارد البشرية، خاصة وأنه أشار الى جملة من المقومات الطاقوية للبلاد تسمح بتطوير هذا الفرع.

ومن جهة أخرى، قال المدير العام للطاقة في اللجنة الأوروبية، تودور كوستونتيسكو، إنّه لاحظ اهتمام الجزائر البالغ بتطوير شعبة الهيدروجين، وهي نقطة تقاطع مع الاتحاد الأوروبي، ومن ثمة كان هدف هذا النوع من اللقاءات بين الخبراء والمسؤولين للطرفين.

وأضاف أن ضمان وجود الطلب على الطاقة من الطرف الأوروبي، أحد الامتيازات لتحفيز تطوير انتاج هذه الطاقة، ولاسيما وأنّ الجزائر شريك هام وذو مصداقية لأوروبا.

وعلى هذا الأساس، فإنّ الطرفان يسعيان للعمل في إطار الشراكة على تجسيد مشاريع واقعية، في هذا النوع من الصناعة الطاقوية، بالإضافة إلى المرافقة.

وفي ختام أشغال هذه الورشة، أبدى الخبراء المشاركون اهتماما كبيرا بالبرنامج الوطني لتطوير الهيدروجين، باعتباره خطوة إضافية لتأمين الامدادات من الطاقة، موازاة مع الإمدادات من الغاز الطبيعي التي تصل أوروبا عبر الأنابيب البحرية، وبالتالي تعميق الشراكة الاستراتيجية بين الطرفين في هذا المجال.

من نفس القسم إقتصـاد