
ماهي حرية الرأي والتعبير هذه التي يطلب منا احترامها؟؟
شارك وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف اليوم الإثنين، في اجتماع طارئ لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي حول تكرار حوادث حرق نسخ من المصحف في السويد والدنمارك دون حسيب ولا رقيب ودون أدنى مساءلة أو مراجعة.
واعتبر عطاف في كلمته ألقاها بأن تكرار صور حرق نسخ من المصحف الشريف في السويد والدنمارك، يمثل انتهاكاً صارخاً لقيم التعايش والاحترام المتبادل. واستفزازاً جلياً لمشاعر المسلمين.
ودعا الوزير عطاف دول المنظمة إلى تحرّك جماعي ورد حازم على قدر خطورة الوضع. وما يخلّفه من سخط واستنكار نظير ما أحسّت به أمتنا من طعن في قيمها ومساس بأقدس مقدساتها.
كما جدد التعبير عن إدانته الشديدة لهذه الأفعال المقيتة والتصرفات المشينة ورفضه رفضاً قاطعاً المحاولات المتكررة لتبرير وتسويغ هذه الاعتداءات النكراء عبر التذرع أو التحجج بحرية الرأي والتعبير، حيث تساءل بالقول "ماهي حرية الرأي والتعبير هذه التي يتوجب تقديسها، وهي التي تستعمل لاستفزاز مشاعر الآخر والإساءة إلى معتقداته والطعن في قيمه والاعتداء على أغلى مقدساته؟ وماهي حرية الرأي والتعبير هذه التي يطلب احترامها احتراماً لا يقبل أي استثناء، وهي التي يُؤخذ منها ذريعة لإذكاء نار الحقد والكره ولزرع بذور العنصرية والتمييز والإقصاء ولنشر رسائل التصادم والصراع وماهي حرية الرأي والتعبير هذه التي يُفرض التمسك بها فرضاً وهي التي تفرق عوض أن تجمع وتثير البغض والضغينة في القلوب عوض أن تؤلف بينها وتدعو للتنافر والعداء عوض أن تخدم التعايش والتسامح والتفاهم بين الشعوب والأمم؟؟".
وقال عطاف "إن التطرف في إلزامية التقيد بحرية الرأي والتعبير تقيداً مطلقاً كأي تطرف آخر لا يمكن أن يقنع أو أن يُقْبَلَ التحجج به لإعفاء الجرائم المرتكبة باسمه من نيل جزائها المستحق. كما لا يمكن أن يقنع أو أن يقبل اعتباره رافداً من روافد الديمقراطية الذي لا يخضع وحده للمساءلة أو المحاسبة. فحرية الرأي والتعبير غير المسؤولة ليست حرية ولا يمكن أن تكون حقاً، فالحرية اللامسؤولة تضر بحرية الآخر، والحرية اللامسؤولة ليست حقاً لأنها تطاول وعدوان على حقوق الآخر.
وأضاف "إن اجتماعنا اليوم يشكل فرصة ثمينة لتوحيد كلمتنا ورص صفوفنا وتجنيد جميع الوسائل المتاحة لدينا للدفاع عن مقدساتنا في وجه ما تتعرض له من اعتداءات سافرة وحملات دنيئة.
قبل ان يختم بالقول "منظمتنا التي تحمل لواء الدفاع عن الإسلام والمسلمين في جميع أنحاء العالم وتضطلع بعهدة الذود عن مقدساتهم في كل وقت وحين، مطالبة اليوم، بصفة أكيدة وملحة، بتعبئة وتنظيم جهودنا الجماعية للرد على دعاة اللاتعايش واللاتسامح واللاحوار الذين يدنسون كتاباً لبُّهُ التعايش والتسامح والتحاور".