نتنياهو في ورطة حقيقية

محمد.ق/المصدر وكالات

وضعت عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها حماس عبر جناحها العسكري كتائب القسام ضد الاحتلال الصهيوني، حكومة بنيامين نتنياهو ومستقبله السياسي على الحافة، وذلك بينما تعاني الحكومة بالأساس من أزمة ثقة وانقسامات تهدد بانهيارها.

وقدمت "الحركة الديمقراطية المدنية" في الكيان الصهيوني شكوى ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهمة إتلاف وحرق وثائق يمكن أن تدينه بالإخفاق في منع معركة "طوفان الأقصى"، السيناريوهات التي يواجهها بعد انتهاء الحرب على غزة.

وطالبت الحركة، في الشكوى التي قدمتها إلى المستشارة القضائية للحكومة الصهيونية جلي ميارا، بفتح تحقيق في الشبهات المنسوبة إلى ديوان رئيس الوزراء بحرق وثائق بتعليمات من نتنياهو الذي منع علنا قيادة الجيش من تسجيل محضر جلسات المشاورات الأمنية المتعلقة بسير الحرب على غزة، وذلك خلافا لما هو سائد.

ويسعى نتنياهو للتنصل من المسؤولية وإلصاقها في قيادة الجيش والأجهزة الأمنية والاستخباراتية، وخوضه صراعا على مستقبله السياسي، في ظل تراجع شعبيته واتساع الأصوات التي تطالبه بالاستقالة.

ويرى محللون سياسيون أن التهم المنسوبة لنتنياهو بإعطاء تعليمات بإتلاف وثائق ستُدينه بالإخفاق في منع الهجوم المفاجئ لحركة حماس، صحيحة وتعكس سياسته في التهرب من المسؤولية وتحميلها للجيش والأجهزة الأمنية.

ومن شأن تفاقم الأزمة السياسية التي تفجرت بوجه نتنياهو فجأة، حسب مراقبيين وخبراء، أن تؤدي إلى السيناريو الأسوأ، وهو انهيار حكومة الحرب ذاتها في أى وقت، لاسيما مع وجود نتنياهو نفسه على رأسها رغم ما يواجهه من اتهامات بالفشل استخباراتيا وعسكريا وماليا.

 استطلاعات الرأي داخل إسرائيل تنبئ بأ 75 %  من الإسرائيليين يحملون نتنياهو مسؤولية الفشل، وهذا مؤشر كبير لتراجع شعبيته، مقابل تتنامى شعبية رئيس الأركان الأسبق الذى يستعد لتولى المسؤولية بدلا من رئيس الوزراء الحالي.

شعبية نتنياهو تآكلت بشكل كبير في الجيش والشارع، لكن فكرة إقالته أثناء الصراع غير مفضلة في الواقع الاسرائيلي، وسيتم إبعاده عن المستوى المسؤول عن إدارة الأزمة بالكامل، حسب متابعين للشأن الاسرائيلي. 

وفي هذا السياق، حدد محمد عبود، أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة عين شمس، والخبير في الشؤون الاسرائيلية، في حديثه لسكاي نيوز أسباب سقوط نتنياهو وابتعاده عن المشهد السياسي وتقديمه للمحاكمة.

ومن الأسباب التي تحدث عنها الخبير المصري هي زيادة وتيرة التظاهرات الإسرائيلية الغاضبة، وتحميله مسؤولية الفشل فى التعامل استخباريا وعسكريا، وعدم قدرته على حل أزمة رهائن إسرائيل لدى حماس.

كذلك تباطؤ نتنياهو فى تنفيذ الاجتياح البرى وتصديه لرغبة الجيش الاسرائيلي في تنفيذه بشكل عاجل، حتى لا يضيف فشلا إلى سجله، وعدم خسارة دعم الولايات المتحدة الراغبة في التأجيل لحين إرسال قوات إضافية للشرق الأوسط تحسبا لتوسع الصراع. وخلافات شديدة داخل المجلس الأمني المصغر بين نتنياهو وقادة الجيش التي أعدت خطط وطرق الاجتياح البري، بينما يرفض نتنياهو ويتهم قادة الجيش بالفشل العملياتي الذى أدى لهزيمة إسرائيل أمام العالم.

كما اشار الخبير الى أزمة ثقة كبرى بين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت الذى يقف حاليا في معسكر يضم زعماء اليمين المتطرف.

اضافة إلى سبب آخر وهو خروج 5 وزراء من الحكومة الإسرائيلية، ووقوف حكومة الطوارئ في مهب الريح أمام المظاهرات الغاضبة.

 

من نفس القسم أخبـار الوطن