هكذا تعمل منصات "ميتا" على إهانة الفلسطينيين وتجريدهم من إنسانيتهم

بات واضحا جدا مؤخرا أن منصات التواصل الاجتماعي التابعة لشركة "ميتا" تتحيز بشكل فضيع ضد الشعب الفلسطيني، أين أضبحت تلجأ لحذف أي منشورات أو صفحات أو حتى تعطل حسابات بسبب أنها نشرت ما يظهر حقيقة ما يتعرض له الابرياء أو تعاطفا معهم أو يكشف وحشية الاحتلال الإسرائيلي.

والكل يعلم أن منصات التواصل الاجتماعي الأكثر شعبية واستخداما هي أميركية الأصل، وعلى رأسها فيسبوك وإنستغرام وواتساب المملوكة لشركة ميتا التي أسسها ويرأسها مارك زوكربيرغ اليهودي الأصل.

ومنذ بدء العدوان الصهيوني على غزة شهدت المنصات الرقمية ازديادا متسارعا في خطاب العنف والكراهية ضد الفلسطينيين.

ورصد "مؤشر العنف"، النموذج اللغوي المدعم بتقنيات الذكاء الاصطناعي الذي طوره مركز "حملة" (المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي) أكثر من 590 ألف محتوى عنف وكراهية وتحريض، خاصة باللغة العبرية، وتركزت معظم هذه الحالات على منصة "إكس".

كما وثق المرصد الفلسطيني لانتهاكات الحقوق الرقمية (حُر) أكثر من 1009 انتهاكات للحقوق الرقمية الفلسطينية التي تنوعت بين حالات إزالة أو تقييد، وخطابات كراهية، وتحريض على العنف.

وبحسب مركز "حملة" فإن منصات التواصل الاجتماعي التابعة لشركة ميتا أصبحت منذ سنوات مسرحا لانتشار انتهاكات الحقوق الرقمية للفلسطينيين، خاصة الممارسات الرقابية لإسكات الأصوات الفلسطينية.

ومنذ اندلاع الحرب على غزة في 07 اكتوبر، وثق المركز عبر مرصد "حُر" ما مجموعه 627 انتهاكا عـلى منصات ميتا بواقع 443 تحريضا على العنف أو خطاب الكراهية و283 تقييد وإزالة.

وخلال استضافتها في "النشرة الرقمية" على "مونت كارلو الدولية"، تطرقت نديم الناشف، مدير عام مركز "حملة" المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي في فلسطين إلى عمليات تجريد إنسانية الفلسطينيين وإهانتهم على المنصات الاجتماعية، وبالتحديد منصات ميتا. 

وأكدت أنه منذ سنوات ونشهد ازدواجية المعايير في التعامل مع الرواية الفلسطينية على المنصات الاجتماعية وفرض الرقابة المفرطة على المحتوى الفلسطيني.

وأشارت إلى أن هذا لا يقيد حرية التعبير فحسب، بل يعيق أيضًا الوصول إلى المعلومات. 

حيث لاحظ العديد من المستخدمين  على سبيل المثال على منصة  "واتساب" إنشاء الذكاء الاصطناعي التوليدي لملصقات  أو Emoji لأطفال يحملون أسلحة - و ذلك عند استعمال  المستخدم لكلمة "فلسطيني" لإنشاء ملصقات أو "إيموجي". 

كما لاحظ آخرون على صفحتهم  الشخصية عند استخدام  نموذج الترجمة  بواسطة الذكاء الاصطناعي على  منصة "إنستغرام" يترجم عبارة  "Palestinian الحمد الله" فلسطيني الحمد الله تلقائيًا بـ "Palestinian Terrorist" - إرهابي فلسطيني- ما يعني أن هنالك مشكلة في عملية تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بشركة ميتا، التي،  تجرد الفلسطينيين من إنسانيتهم بسبب التحيز في مجموعات بيانات التدريب، تضيف نديم الناشف.

كان في كل 66 ثانية سجلنا منشورات تحريضية ضد الفلسطينيين لم يتم ازالتها، في المقابل سجلنا منشورات فلسطينية يتم ازالتها حتى لو أنه تذكر مجرد مفردة "مقاومة" ويتم معاقبة الصفحات والحسابات تحت مبرر انها تحتوي على تحريض ضد الاسرائيليين.

وأوضحت المتحدثة أن العديد من المفردات ليست مجرّمة لا في القانون الامريكي ولا الفلسطيني مثل "المقاومة"، متسائلة لماذا يتم ازالتها عندما تستخدم من طرف المتعاطفين مع فلسطين.

وكشف نديم أن المديرة العامة السابقة لوزارة القضاء الاسرائيلية "إيمي بالمر" هي إحدى أولى 20 عضو في مجلس الحكماء لشركة "ميتا"، وهي الحدى الممثلين لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا. وتحت ادارتها في وزارة القضاء الاسرائيلية تقدمت بالتماس لفيسبوك لحذف الخطاب الشرعي للفلسطينيين. 

كما كشف انه خلال فترة ادارة "بالمر" تم انشاء وحدة "السايدر" الاسرائيلية وهي الوحدة التي تقدم الطلبات بشكل ممنهج لادارة فايسبوك من اجل ازالة المحتوى الفلسطيني، حيث ارتفعت نسبة طلباتها إلى 600 بالمئة خلال السنوات الماضية، وبلغ عدد الطلبات في السنة الواحدة 14 ألف طلب وكل طلب يحتوى على مئات المنشورات المعنية بالازالة، مؤكدة ان فايسبوك استجاب لـ95 بالمئة من هذه الطلبات.

وتابعت المتحدثة توضح أن الـ5 بالمئة المتبقية التي لم يتم ازالتها تلجأ اسرائيل إلى طريقة أخرى من اجل ازالتها عبر انشاء تطبيقات الكترونية وروبوتات لملاحقة المحتوى الذي ينتقد الكيان وسياساته حتى ازالته بشكل جد ممنهج.

من جانب آخر، وفي حالة المنشورات التي تتحدث بشكل عام وبعيدا عن التمييز أو السياسة ولا تحمل مفردات محظورة من طرف فايسبوك، يتم اعددا تقرير عن كل التعليقات التي تناصر القضية الفلسطينية وعن التعليقات التي تمجد الانتهاكات الاسرائيلية، هنا يتم وضع عدد كبير من الاعجابات عن طريق الروبوتات على التعليقات التي تخدم اسرائيل، فتصعد هذه الاخيرة أوتوماتيكيا للأعلى، في المقابل تنزل التعليقات التي تناصر الفلسطينيين للأسفل ويصعب ظهورها بسبب قلة الاعجابات عليها.

وأكدت "نديم" أن شركة ميتا لم تعد تنصاع للقانون الدولي بل لديها قانون خاص في عالم افتراضي، وتعمل على تقييد حرية التعبير كما يحلو لها رغم ان الهدف من انشاء فايسبوك هو ان تكون منصة لحرية التعبير لكن اليوم تبيّن أنها منصة للتحكم في حرية التعبير وتوجيه الرأي العام، حيث اصبحت هذه المنصات هي من تسمح بما ينشر وتمنع وفقا لما يخدم سياستها ومصالحها.

وأشارت إلى أن التكاتف بين السلطة الرابعة والشبكات الدولية من شأنها التأثير على سياسات فايسبوك، لأن الذي يحدث حاليا لا يضرّ فقط الفلسطينيين بل هناك شعوب أخرى يشملها الضرر بسبب انسياق فايسبوك لقوانين الحكومات القوية والمضطهدة، متأسفة لكون هذه المنصات لم تنشأ لمصلحة الجميع لبل لخدمة مصالح الدول القوية التي تسيطر عليها.

من نفس القسم أخبـار الوطن