اعتماد سفير جديد للجزائر لدى إسبانيا بعد 19 شهرا من القطيعة الدبلوماسية

وافقت الحكومة الإسبانية على تعيين عبد الفتاح دغموم, سفيرا فوق العادة ومفوضا للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لدى مملكة إسبانيا، حسب ما أفاد به بيان لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج, اليوم الخميس.

ويأتي اعتماد السفير الجديد للجزائر، بعد أن استدعت الأخيرة السفير السابق سعيد موسى للتشاور في مارس 2022، ردا على خروج بيدرو سانشيز عن الموقف الحيادي لجميع الحكومات الإسبانية وإعلان دعمه لمقترح المغرب لحل النزاع في الصحراء الغربية.

ويرى مراقبون أن تعيين السفير الجديد يأتي كخطوة لتجاوز الأزمة الدبلوماسية بين البلدين، رغم ان الجزائر لم تصدر بيانا، ولم تفعل كذلك وزارة الخارجية الإسبانية، التي جعلت من التكتم مبدأ في إدارة هذه الأزمة مع الجزائر.

من جانبه، أكد رئيس الدائرة الجزائرية الإسبانية للتجارة والصناعة، جمال الدين بوعبد الله، لوسائل الإعلام أن “اتصالات جرت بين الطرفين في سبتمبر الماضي بنيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة” و”العودة التدريجية للعلاقات بين الجزائر وإسبانيا”.

وبحسب بوعبد الله، فإن الخطاب الذي ألقاه سانشيز أمام الجمعية العامة ساهم تجاوز الأزمة، حيث لم يذكر مقترح المغرب لحل النزاع في الصحراء الغربية واكتفى بدعم “حل سياسي مقبول من الطرفين في إطار ميثاق الأمم المتحدة وقرارات في مجلس الأمن الدولي”.

كما ساعد الموقف الذي اتخذته الحكومة الاسبانية بخصوص العدوان الاصهيوني على غزة، وقد دافع سانشيز عن أن الطريقة الوحيدة لحل الصراع في الشرق الأوسط هي من خلال تحقيق حل الدولتين، وبهذا المعنى اقترح عقد مؤتمر دولي للتحرك نحو هذا الهدف.

جاء خطاب سانشيز شهر سبتمبر الماضي بالجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك بمثابة إشارة إلى تراجعه عن دعم مقترح المغرب في الصحراء الغربية، حيث اكتفى بالإشارة إلى الموقف الحيادي والتقليدي لبلاده من النزاع في الصحراء الغربية. وفُهم ذلك على أنه رسالة سياسية واضحة ومحاولة لإنهاء الأزمة مع الجزائر.

من جابنها الجزائر، ردت بإشارات غير مباشرة حينها متمثلة في إعادة بعض الرحلات الجوية بين الجزائر وإسبانيا. وأطقلت الخطوط الجوية الجزائرية خطا يربط جزيرة مايوركا بالجزائر، ويرتقب أن يتم فتح خطوط جديدة مع مدن إسبانية أخرى في الأسابيع والأشهر المقبلة.

من نفس القسم - تعـاون دولـي -