
تضامنا مع غزة ولأسباب دينية.. الجزائريون يسقطون الاحتفالات برأس السنة الميلادية
المصدر/محمد قلاتي
تراجعت مظاهر الاحتفال برأس السنة الميلادية بالجزائر عموما خلال هذا العام، وهو ما لوحظ بعدة مدن كبرى مقارنة بالسنوات الماضية، حيث لم يتم تسجيل اي احتفالات سواء على الصعيد الشعبي أو الرسمي.
فالمحلات التي كانت تعرض في السنوات الماضية شجرة الميلاد المزينة بالأجراس والمصابيح الملونة لم يعد لها أثر، ومحلات المرطبات التي أغلقت أبوابها على غير العادة منتصف نهار الاحد، كما أن أغلب وكالات السياحة والأسفار سجلت نقصا كبيرا جدا في عدد طلبات السفر إلى خارج الوطن مقارنة بالسنوات الماضية.
فالبعض قرر عدم الاحتفال تضامنا مع الفلسطينين في غزة وما يجري بها من مجازر في حق الاطفال والنساء، في حين قرر البعض الآخر استغناء عنها لأسباب دينية.
انتشار الوعي الديني والاجتماعي
وحسب ما رصده "المصدر" عبر مواقع التواصل، فإن البعض يرى أن الاحتفالات برأس السنة الميلادية ثانوية ولا تسمن ولا تغني من جوع كون الإحتفالات بها بدأت في اندثار نتيجة انتشار الوعي الديني والاجتماعي وصار الاحتفال بالسنة الهجرية أكثر مغزى.
ويرى البعض أن أغلب من كانوا لا يفوتون فرصة أعياد الميلاد صاروا يتجنبون الاحتفال أو يكتفون بشراء بعض قطع الشوكولاطة وهذا لاستقبال سنة الجديدة بشيء حلو.
والملاحظ أن تلك الاحتفالات تراجعت بشدة بفعل انتشار الوعي الذي ساهم في نشره الأئمة بدعوتهم إلى نبذ التقليد الأعمى للغرب والتمسك بالشخصية الوطنية والإسلامية.
التضامن مع الأشقاء في غزة
أصبحت صور بيوت قطاع غزة المدمرة، مع مشاهد القصف الجوي والمدفعي الهمجي من الصهاينة، ومئات الشهداء يوميا، حاجزا أمام الجزائريين للاحتفال برأس السنة الميلادية، تضامنا مع اهلنا في غزة.
فبالإضافة إلى الوعي الديني الذي انتشر، يرى أغلب الجزائريين أن الاحتفال برأس السنة وإخواننا في غزة يبادون أمر غير إخلاقي ولا إنساني، بعيدا عن ان القضية الفلسطينية بالنسبة للجزائر شعبا وحكومة هي قضية مقدسة وجب دعمها بشتى الطرق.
فأغلب الجزائريين يجمعون أن تراجع مظاهر الاحتفال برأس السنة الميلادية هذه السنة يعود بالدرجة الأولى إلى التضامن مع الفلسطينيين، ويشير البعض إلى أن لا شيئ تغير مقارنة بالسنوات الماضية حتى تجعل بعض الجزائريين لا يحتفلون هذه السنة على غرار السنوات الماضية سوى ما يحدث للفلسطيين.
وعلى غرار الوقفات التضامنية التي قامت بها مختلف فعاليات المجتمع المدني، اكتفى الجزائريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي بنشر صور وتغريدات "خاصة" تدعو لرفض الاحتفال برأس السنة الميلادية تضامنا مع الفلسطينيين.