"قد تكون مدمّرة لإسرائيل".. محكمة العدل الدولية تبدأ غدا إجراءات محاكمة الكيان

محمد.ب/وكالات

تناولت صحف أوروبية اليوم شكوى "الإبادة الجماعية" التي تقدمت بها جنوب أفريقيا ضد الكيان الصهيوني أمام محكمة العدل الدولية، التي ستعقد جلسات الاستماع فيها غدا الخميس وبعد غد.

وافتتحت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريرها بأن هذه الشكوى بالنسبة لإسرائيل تعد انحرافا وأمرا محزنا، لأن إسرائيل قامت بعدوانها في أعقاب (ما يسمونها) المحرقة، وها هم يجدون أنفسهم متهمين بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في غزة.

في المقابل، يشكل هذا الإجراء للفلسطينيين في غزة فرصة لتسليط الضوء على المحنة التي يعيشونها بعد استشهاد 23 ألف شخص وإصابة 59 ألفا خلال 3 أشهر من القصف المدمر.

ومع أن الأمر قد يستغرق سنوات قبل أن يقرر القضاة في لاهاي موضوع الدعوى، فإن جنوب أفريقيا تطالبهم باتخاذ "إجراءات احترازية" لوقف الجرائم الجارية في الأراضي الفلسطينية.

وذهبت الصحيفة الى ان الولايات المتحدة التي تدعم إسرائيل في حربها ستستخدم حق النقض إذا طلبت المحكمة فرض عقوبات من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

من جهتها، أشارت صحيفة "لوتان" السويسرية إلى أن الخارجية الأميركية وصفت الشكوى المقدمة ضد إسرائيل بأنه "لا أساس لها من الصحة" واعتبرتها وإسرائيل ذات دوافع سياسية، علما بأن التدابير الأولية بالمحكمة يمكن أن تكون ذات أهمية رمزية كبيرة.

وتدعو جنوب أفريقيا المحكمة إلى أن تأمر إسرائيل "بالوقف الفوري لجميع الهجمات العسكرية التي يمكن أن تشكل أعمال إبادة جماعية، ووقف القتل والتسبب في أضرار نفسية وجسدية خطيرة للفلسطينيين في غزة، وعدم فرض ظروف معيشية يمكن أن تؤدي إلى التدمير الجسدي" لسكان غزة.

وحسب الصحيفة، يمكن تصنيف هذه الجرائم الثلاث قانونا على أنها إبادة جماعية إذا ارتكبت بقصد القضاء على الفلسطينيين في غزة، فمثل هذه النية، التي تعد عنصرا حاسما في توصيف جريمة الإبادة الجماعية، يتجلى بالنسبة لجنوب أفريقيا "على أعلى المستويات".

وتضمنت الوثيقة التي تقدمت بها جنوب افريقيا المؤلفة من 84 صفحة تصريحات "مجردة من الإنسانية" أدلي بها على أعلى المستويات من قبل رئيس الدولة ورئيس الحكومة والعديد من الوزراء وكبار المسؤولين في إسرائيل.

وذكرت لوموند بوصف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الحرب أمام الكنيست بأنها "صراع بين أبناء النور وأبناء الظلام، بين الإنسانية وشريعة الغاب" وبقول وزير الدفاع يوآف غالانت "نحن نحارب حيوانات بشرية ونتصرف على هذا الأساس" مضيفا "نفرض حصارا كاملا على غزة. لا كهرباء ولا ماء ولا غاز، كل شيء مغلق".

وتستشهد الوثيقة أيضا بصحفيين وضباط سابقين ومسؤولين منتخبين، دون سلطة على إدارة الحرب، إضافة إلى تعليقات وزراء اليمين الديني المتطرف الذين يواصلون الدعوة إلى التطهير العرقي في غزة.

ويرى معسكرهم السياسي في "طوفان الأقصى" والحرب الدائرة ما يسمونه فرصة تاريخية لتحقيق "الإرادة الإلهية" من خلال طرد الفلسطينيين من جزء من الأرض المقدسة.

ومع أن خطاب هؤلاء الذي يحمل إيحاءات إبادة جماعية، ليس خطاب الجيش ولا الحكومة، فإنه "لا النظام القضائي ولا السلطة السياسية عاقبت أولئك الذين يلقون مثل هذه الخطابات، مما يميل إلى تعزيز حجج جنوب أفريقيا".

وركزت صحيفة "لوتان" على أن شكوى جنوب أفريقيا قد تكون مدمرة لإسرائيل، بعد تصريح الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ تعتبرها بريتوريا تحريضا على الإبادة الجماعية، حين قال إن "الأمة الفلسطينية بأكملها هي المسؤولة" عن الجرائم التي ارتكبتها حماس ودعا إلى "كسر عمودها الفقري".

من نفس القسم تعـاون دولـي