رئيس الجمهورية يتعهد بتوسيع ولاية ومهامّ الآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء

 تولى رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، اليوم الأربعاء، رئاسة منتدى رؤساء دول وحكومات الآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء.

وخلال إجتماع نظم عن طريق التحاضر عن بعد، تسلم رئيس الجمهورية رئاسة هذا المنتدى من قبل رئيس جمهورية سيراليون، جوليوس مادا بيو، الرئيس السابق للمنتدى.

وبالمناسبة ألقى رئيس الجمهورية كلمة ابرز فيها قيم ومبادئ و أهداف هذه الآلية الافريقية التي تشكل فضاء رحبا للحوار و تبادل الرؤى والافكار والتحاليل من اجل ايجاد حلول للتحديات التي تواجهها دول القارة.وأكد الرئيس تبون أن الجزائر "آمنت دائما بِقيم ومبادئ وأهداف هذه الآلية الإفريقيّة، ولا تزال تثقُ بها للعمل على تَرسيخها في الهيكلِ السّياسي والاقتصاديّ والاجتماعيّ لِقَارَّتِنَا".
 
وأشار الرئيس إلى أن هذه الآلية تمثل بالنّسبة فضاء رحبا للحوار وتبَادلِ الرّؤى والأفكار والتَّحاليل و"مساحة آمنة نستطِيع في إطارها أن نَسْتَعينَ بِبَعْضِنَا البَعض لِتَقْدِيم الـمَشُورَة والتَّأْيِيدِ والدَّعم لإيجادِ الحُلول للتّحَدياتِ التي تُواجِهُها دُوَلُنَا وأقَالِيمُنا وَقَارَّتُنا بِصفةٍ عَامةٍ".
 
وأبدى رئيس الجمهورية استعداده للعمل والتَّنسيق مع أخَوَيي جوليوس مادا بيو ويوري موسيفيني، رئيس جمهوريّة أوغندا في إطار "التْرُويْكَا" لتحقيقِ طُموحاتِ وآمالِ دول القارة وشعوبها في الأمنِ والازدهارِ والاستقرار بعيدًا عن الأزماتِ الاقتصاديّة والسياسيّة، خاصّة تلك الناجمة عن التّغييراتِ غير الدّستورية لأنظمة الحكم.
 
كَما تعهّد رئيس الجمهورية بالمضي قدما "بقوة والتزام مماثلين بتوسيع ولاية ومهامّ الآلية لتشمل رصد وتَقييم الأجِنْدَةِ الإفريقيّة 2063، وخطّة التنمية الـمُستدامة لعام 2030، لتحقيق أهدافِ التَّنمية والحكم الرَّشيد في افريقيا.
 
واكد رئيس الجمهوري سعي الجزائر للـمساهمة بشكل فعّال في العمل القارّي الإفريقي من أجل تحقيق السّلام والاستقرار والازدهار، واستكمال مسار إنهاء الاستعمار في ربوع القارة الإفريقيّة.
 
وعبر الرئيس تبون عن تطلعه إلى "مُتابعة كلّ عَمليّات التَّجديد التي من شَأنها تَحْفِيزُ التَّحوُّلُ الإيجابيّ لآلياتنا في جميع أنحاء القارّة لِنَجْعَلَ منـها وسيلةً لِتَعْزِيزِ الوِحْدَة وَتَقرير الـمصير والحرّيةِ والتَقدُّمِ والرَّخاءِ الجَماعيّ لكلّ بَنَاتِ وأَبناءِ إفريقيا".
 
وفيما يلي تكملة لكلمة الرئيس:
 
إنّ النِّقاطَ والـمَسائِلَ التي تَطرَّقْنا لها اليوم في جَدولِ أعمالِ قِمَّتِنَا تَعكِسُ بوضوح، الاستمراريّة مع التَّغيير نَحْو الأفْضَلِ في آنٍ وَاحِدٍ، وهذا ما أَثْبَتَتْهُ تَقاريرُ الـمُراجعَةِ القُطريّة (Evaluation - Pays) والّتي يَسْتَوْجِبُ علينا أَخْذُها بعينِ الاعْتبار، هذا إلى جانب المُراجعاتِ الـمُستـهدِفَةِ (Evaluation ciblées) الّتي قَامت هذه الدّورة بِفَحْصِها ومُناقشتِـها.
فَإطلاقُ وعَرضُ تَقاريرِ اليومِ يُؤَكِّدُ بِحَقٍّ أنّ الآليَةَ الإفريقيّة تُواصِلُ لَعِبَ دَوْرِ مُحفِّزٍ في تَعزيز الحُكم الرَّشيد بجميع أبْعَادِهِ مع البقاء مُلتزمَةً بِشدّة بمبادئ الوِحْدَةِ الإفريقيّة. وَبالتّالي، يَتِمُّ تَعزيزُ عمليّةِ تَنْشيط هذه الآليَةَ من خلالِ عَرْضِ هَذه التَّقارير وَهو مَا يُوَضِّحُ قُدْرَتَهَا وَقُدْرَةَ أَعْضَائِها على التَّكَيُّفِ مع الحقائق النَّاشِئَةِ وتَعزيزِ صُمُودِهم في وَجْهِ التَّحَدِّيَات مُتَعَدِّدَةَ الأبعادِ.
وَأَوَدُّ بهذه الـمناسبة الإشَادَةَ بِعمليّةِ الـمُراجَعةِ القُطريّة خَاصّةً من مَنْظُورِ أنّـها تَحْتَلُّ مَكانةً خاصّة في مَهامّ وعَمَل الآليَة الإفريقيّة لِلْتَّقْيِيمِ مِنْ قِبَلِ النُّظَرَاءِ، وتُضْفِي عليها ميزَةً خَاصّة مُقارَنَةً بالـمُبادراتِ الـمُؤَسَّسِيّة الأخرى الّتي لا تَقِلُّ أهمّية في قارّتنا. لذا أُشجّعُ أشقَّاءَنَا من الدّول الأعضاء في الآليَة على الانْضمام إلى عَمليّة الـمُراجعة القُطريّة.
وَمَعَ كُلّ الإنْجَازَاتِ الّتي تَحَقَّقَتْ، فَإنّ أَوْلَوِيَّتَنَا الـمُشتركة في السّنواتِ الـمُقبلة سَوْفَ تَتَلَخَّصُ، بِلا شَكٍّ، في تعزيز الإصلاحات الّتي قُمْنا بِتَنْفيذها، حتّى تصبح عمليّةُ تأثيرِ الآليَة الإفريقيّة لِلْتَّقْييم من قِبَلِ النُّظرَاءِ، بِحُلُولِ عام 2030، دَائِمةً ولا رَجْعَةَ فيها.
أصحاب الفخامة والـمعالي،
سَأعملُ جَاهِدًا خِلال عُهدَتي على رَأْسِ هذه الآليَة القَاريّة، مُعتَمِدًا على مُسَاعدَتِكُم وَمُسَانَدَتِكُم، على أن يَكُونَ مُنْتَدَانا هذا فَضَاءً مُنْفَتِحًا وتَعَاونيًّا، وَيَعْمَلُ بِرُوح الزَّمَالَةِ والصَّداقَةِ والأُخُوَّة الّتي بإمكانـِهَا أَنْ تَسْمَحَ لإخْوَانِنَا وزُملَاِئنا من الدُّوَلِ الأُخرى بالانْضِمَامِ إليـها لِنُساهم معًا، في إطارٍ يَسُودُهً الوَفَاءُ والصِّدقُ والتَدَبُّرُ، في النُّـهُوضِ بِالحَكَامَةِ الرَّشِيدَة في أقْطارنا وَفي رُبوعِ إفريقيا الّتي نُريدها.
كَمَا أَوَدُّ التَّأكيدَ على أنّ الجزائرَ سَتَتَوَلَّى رِئاسَةَ الـمُنْتَدَى بِكُلِّ الْتِزَامٍ حَتَّى تَتَمَكَّنَ الآليَةُ الإفريقيّةُ من الـمُساهَمةِ بِالقَدْرِ الـمَطْلُوبِ في العَمَلِ القَارّي الإفريقيّ من أَجْل السّلام والاسْتقرارِ والازدهارِ واسْتِكْمَالِ عَمليّةِ إنهاءِ الاستِعْمَارِ التي بَدَأَها الآباءُ الـمُؤَسِّسُّونَ لـمُنظَّمة الوحدة الإفريقيّة / الاتّحاد الإفريقيّ.
وقَبْلَ أن أَخْتِمَ كَلمتي هذه أَوَدُّ أن أتَوَجَّهُ بِكَامِلِ الشُّكر والعِرفان لكلّ من سَاهم في تَنظيم وَإنْجَاحِ لِقَائِنَا الـمُثْمِرِ هَذا، خَاصَّة على مُستوى الأمانة القاريّة.
وفي الأخير أتمنّى لكُم ولنا جميعًا التّوفيق والنّجاح في أشغال هذه القمّة.
أشكُركم على حسن الإصغاء والاهتمام.
 

من نفس القسم تعـاون دولـي