وأكد الممثل الدائم للجزائر لدى منظمة الأمم المتحدة، عمار بن جامع، في كلمة خلال جلسة مفتوحة لمجلس الأمن الدولي حول موضوع : "حماية المدنيين في النزاعات المسلحة : الأمن الغذائي في قطاع غزة"، أن الوضع في غزة يبعث على الجزع ومعاملة الاحتلال للسكان لاانسانية، مذكرا بما قاله رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، وبحكمة : "عندما تفقد أمنك الغذائي، تفقد كرامتك".
وقال بن جامع انه "وبينما يعتمد سكان غزة على المساعدات الانسانية، فإن الاحتلال يستخدم التجويع كأداة حرب"، معتبرا استخدام التجويع عمدا وبشكل ممنهج، "انتهاكا فاضحا للقانون الدولي لأنه ينوي الدفع بسكان غزة الى اليأس وفقدان الكرامة".
وتأسف الدبلوماسي الجزائري لكون جهود العاملين في المجال الانساني والقرارات النادرة التي يتخذها المجلس، لم تحسن الوضع لأن وقف اطلاق النار لم يتم التوصل اليه.
ونبه في ذات السياق الى ان مؤشرات التغذية في شمال غزة تؤكد ان 15.6 في المئة من الاطفال الذين هم دون السنة الثانية، يعانون من سوء التغذية الحاد، ومن المرجح انه في ظل بيانات شهري جانفي وفيفري، فإن الاوضاع ستتفاقم خصوصا في شمال القطاع الذي لا يمكن الوصول إليه في الوقت الراهن.
كما يشتكي 90 بالمئة من الاطفال الذين هم دون سن الخامسة، من مرض او اكثر في ظل حمية ضعيفة جدا، ضف الى ذلك ان الاطفال والحوامل والامهات المرضعات والمسنين يواجهون مستويات مرتفعة من خطر الوفاة بسبب شح الغذاء.
موت سكان قطاع غزة بسبب الجوع، وصفه بن جامع ب"الواقع المرير والمعضلة المروعة" لأنهم مكرهون بين خطر الموت تحت القصف او الموت البطيئ بسبب الجوع.
وأمام هذه المأساة الفظيعة - يضيف المتحدث - يجد المجتمع الدولي نفسه عاجزا ويائسا، مبرزا ان تدفق المساعدات حاليا بعيد جدا على الاستجابة للمستوى المطلوب إلى جانب كون الانشطة التجارية مشلولة تماما.
إلى ذلك، قال الدبلوماسي ان العدوان الجاري على غزة هو "عقاب جماعي مفروض على الشعب الفلسطيني"، مختتما : "صمتنا بمثابة منح رخصة لتجويع وقتل السكان الفلسطينيين، وعلى هذا المجلس ان يطالب بوقف إطلاق النار بشكل عاجل لأن جمودنا هو بمثابة تواطؤ في ارتكاب هذه الجريمة".