الجزائر تؤكد عزلة الولايات المتحدة والعالم بأسره شاهد

المصدر/محمد قلاتي

أكد ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير عمار بن جامع، مساء أمس الخميس بنيويورك، إننا "سنعود أقوى وبدعم من الجمعية العامة من أجل العضوية الكاملة لدولة فلسطين بالأمم المتحدة".

وقال بن جامع في كلمة بعد الفيتو الأمريكي على المشروع الجزائري لقرار مجلس الأمن الذي يوصي بقبول عضوية فلسطين في الامم المتحدة: "سنعود أقوى وأكثر صخبا بدعم من شرعية الجمعية العامة والدعم الأوسع من أعضاء الأمم المتحدة, فإن هذه ليست سوى خطوة أخرى في الرحلة نحو العضوية الكاملة لفلسطين".

ودعا السفير بن جامع "أولئك الذين لم يتمكنوا من دعم قبول دولة فلسطين اليوم، أن يفعلوا ذلك في المرة القادمة"، معتبرا "التأييد الساحق لتطبيق دولة فلسطين يبعث برسالة واضحة وضوح الشمس بأن دولة فلسطين تستحق مكانها الصحيح بين أعضاء الأمم المتحدة".

واستطاعت الجزائر حشد 12 عضوا صوت لصالح مشروع القرار، مقابل امتناع دولتين (بريطانيا و سويسرا) و استخدام الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض "الفيتو".

وبهذا استطاعت الجزائر، الكشف عن الوجه الحقيقي للولايات المتحدة الأمريكية، إذ أشهدت التاريخ عليها وجعلتها في عزلة عن المجتمع الدولي والارادة الدولية التي أصبحت تقف مع الحق الفلسطيني ومعزولة عن الإجماع الإنساني. 

كما أن الجهود الكبيرة التي تقوم بها الجزائر منذ توليها مقعدا غير دائم في مجلس الأمن، أظهرت الوجه الحقيقي للولايات المتحدة وحليفها الكيان الصهيوني المتلاعبين بالقانون الدولي والأسوأ من كل ذلك، المتعاونين في سفك المزيد من دماء الفلسطينيين، من خلال استخدام واشنطن المتكرر لحقّ النقض (الفيتو) ضدّ مشاريع قرارات صاغتها الجزائر وقدّمتها إلى مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة والسماع بدخول المساعدات الانسانية ومحاكمة الكيان على جرائهم البشعة واخيرا بقبول عضوية فلسطين بالأمم المتحدة.

وأكّدت الجزائر أنّ الانتكاسة الجديدة التي شهدها العالم مرة أخرى بمجلس الأمن الدولي، إثر استخدام الولايات المتحدة حقّ “الفيتو” في وجه وقف إبادة جماعية هي الأخطر في تاريخ فلسطين المحتلة، وكذا في وجه العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الامم المتحدة، لن ينقص من عزيمتها في العودة مرة تلو الأخرى ودقّ باب المجلس حتى يتحمّل مسؤولياته تجاه حق الشعب الفلسطيني المشروع.

فقد نجحت الجزائر في الحصول على التفاف واسع حول مشاريع قراراتها، من خلال التصويت شبه الكلي لأعضاء مجلس الأمن عليه، قبل أن تستخدم واشنطن حقّ النقض، والذي أعربت الجزائر عن أسفها حياله، وأكّدت أنه لن يحول دون مواصلتها حتى يتحمّل المجلس لمسؤولياته بالدعوة إلى وقف إطلاق النار وحتى تصبح فلسطين عضوا كامل العضوية في الأمم المتحدة.

ويشهد للجزائر أنّها استهلت ولايتها بمجلس الأمن الدولي بالدفاع الشرس عن القضية الفلسطينية وفضح مجازر الاحتلال الصهيوني الذي يرتكب إبادة جماعية يوميا بدعم صريح من واشنطن، وأكّدت التزامها بالدفاع عن أصوات المقهورين، مثلما أعلنت في أكثر من مناسبة، ولن تكون هذه المرة استثناء لهذه السياسة، بل ستزيد عزيمتها وإصرارها من أجل إحقاق الحق، حسبما أعاد التأكيد عليه، الممثل الدائم للجزائر لدى منظمة الأمم المتحدة، عمار بن جامع، أمام مجلس الأمن عندما اعاد تصريح رئيس الجمهورية: "لقد آن الأوان لفلسطين أن تصبح عضوا كامل العضوية في الأمم المتحدة, على الرغم من أن أراضيها لا تزال محتلة. لن نتخلى عن هذه القضية, ولن نرتاح حتى يتحقق هذا الهدف".

من نفس القسم - تعـاون دولـي -